أخبار اليوم

لبنان ضيف الشَّرف في معرض الأحافير والمعادن!

روان | شارك لبنان في النّسخة الـ24 من معرض روان الفرنسيّ للأحافير والمعادن الّذي أُقيم في مدينة روانمن 5 إلى 7 تشرين الثّاني، وكان لبنان ضيف الشّرف في هذا المعرض الّذي شارك فيه أيضًا أكثر من 60 عارضًا قادمين من بلادٍ عدّة وعرضوا مجموعاتٍ كبيرةٍ من الأحافير.

انطلقت قصَّة الأحافير اللُّبنانيَّة من قرية حاقِل في قضاء جبيل في خلال القرن الرّابع حين وجد جدُّ بيار أبي سعيد حجرًا مرسوم عليه سمكةً، لكنَّه لم يفهم ما هذا الشَّيء الَّذي وجده. فبدأ يبحث عن الأمر حتَّى اكتشف أنَّه حيوان متحجِّر عاش في المنطقة منذ ملايين السِّنين. عندها بدأ الجَّدُّ البحث عن الأحافير واستكمل أولاده وأحفاده الأمر فاكتشفوا الكثير من الأحافير الَّتي جذبت الباحثين.

إنْ كنتم تحبّون الأحافير يمكنكم زيارة قرية حاقِل حيث ستتعلّمون كيفيّة البحث عن الأحافير داخل الصّخور واستخراجها، وبذلك تأخذون معكم إلى المنزل سمكة عمرها ملايين السّنين! ويمكن أنْ تجدوا أنواعًا من الثّعابين والسّلاحف والنّباتات وحتّى عظام التيروصورات. وقد حدّد الباحثون وجود أكثر من 400 نوعٍ مختلفٍ.

عاشت هذه الحيوانات المتحجّرة المكتشفة في لبنان في العصر الطباشيري (époque crétacé) أي منذ 145 إلى 66 مليون سنةٍ قبل الميلاد. كان لبنان وبالأخصّ المناطق السّاحليّة القريبة من جبيل مغطّات بالمياه ومع مرورو الزّمن إنسحبت المياه وأصبحت هذه الأراضي صخريّة تخبّئُ في باطنها ثروةً علميّةً كبيرةً. توجد في لبنان أحافير مميّزة في منطقتي جبيل، وجونية، وتتوّزع على أربع قرى وهي: حاقِل، حجولا، نمورة وساحل علما.

عندما يموت الحيوان تتحلّل الخلايا النّاعمة في جسمه بسرعة، في حين تتطلّب الخلايا الصّلبة، كالعظام وقتًا أطول لتتحلّل. وكي يتحوّل هذا الكائن الحيّ إلى حيوان متحجّر، يجب أنْ يغطّى بسرعة بالرّمل أو الطين. هذه الرّواسب ستمنع دخول الماء والأوكسجين ممّا يُبطيء عمليّة التحلّل. من خلال هذه الظّاهرة، تتغَطّى العظامُ بالرَّمل ومع مرور الوقت تتحجَّر فتتكوَّن إذًا الأحافيرُ. وبعد مرور ملايين السِّنين وبسبب التَّغيُّرات الجيولوجيَّة، تنسحب المياه أو تجفُّ فتظهر الأحافير على اليابسة.

Cet article t'a plu? n'hésite pas à le partager

الإشارات

التعليقات (0)