أخبار اليوم

كارلوس غصن: بطل الـ”مانجا” رهن الاعتقال

اليابان | لا يخضع النّجوم والسّياسيون للفضائح فحسب، بل تطال الفضائح رجال الأعمال أيضًا. إذ كان آخرها خبر وضع كارلوس غصن رهن الاحتجاز في اليابان بشأن اتهامات بسوء السّلوك الماليّ. وذلك يوم الإثنين 19 تشرين الثّاني، ولكنْ من هو كارلوس غصن وماذا تعني هذه الفضيحة؟

يحمل كارلوس غصن إلى جانب جنسيّته اللّبنانيّة، الجنسيّتين البرازيليّة، والفرنسيّة، وهو الرّئيس التّنفيذيّ للتّحالف الاقتصاديّ بين رينو ونيسان وميتسوبيشي موتورز. وقد قام غصن بدعم هذه العلامات التّجاريّة عندما كانت على حافة الإفلاس.

كارلوس غصن، ويكيميديا كومنز

ما هي وصفته السّريّة؟ أوّلًا تخفيضٌ كبيرٌ في التّكاليف، والّتي أكسبته لقب “Cost Killer” أي قاتل التّكاليف، وثانيًّا إعادة الهيكلة، ممّا يعني أيضًا تسريح عدد كبير من العمّال. وهكذا، عندما جاء في العام 1999 لإنقاذ شركة نيسان من الإفلاس، كانت المرّة الأوّلى الّتي يتمّ فيها فصل العمّال في قطاع السّيّارات اليابانيّ. ومع ذلك، فإنّ اليابانيّين معجبون للغاية بالطّريقة الّتي قام بها لإنقاذ الشرّكة (رمز للأزمة الاقتصاديّة الّتي كانت تطال البلاد) حتّى أصبح بطلًا للـ”مانجا”!

كارلوس غصن هو “قصّة نجاح” في العالم اللّيبراليّ، ولكنْ إذا كان منذ يوم الإثنين محطّ أنظار الكثيرين، فذلك لأسباب مختلفة للغاية. فقد احتجزته الدّولة اليابانيّة على خلفيّة تهمتين زُعم أنّهما كُشِفا من قبل مبلغين داخل شركة نيسان.

التّهمة الأولى الموجّهة ضدّه: عدم التّصريح عن كامل دَخْلِهِ الّذي يصل (على الأقل كما هو معلن) إلى 17 مليون دولارًا للعام 2017، أي ما يقارب 17 مليون جهاز iPhone X … مبلغٌ يتجاوز ما يُسمح لنا به كلّ يوم!

مبلغٌ أثار بلبلة في فرنسا حيث يُعتبر غصن واحدًا من رجال الأعمال الأعلى أجرًا، في حين يعترض مؤيّدوه على ذلك، إذ أنّه ليس رجل الأعمال الأعلى أجرًا في قطاعه مقارنة بالولايات المتّحدة الأميركيّة، ولا حتّى في فرنسا. للمقارنة: تلقّى أنطوان جريزمان حوالي 30 مليون دولارٍ في موسم كرة القدم 2017-2018، وبجانب ذلك، فإنّ متوسّط الرّاتب في فرنسا هو 27 ألف دولارٍ سنويًا (وهو بمسابة 27 جهاز iPhone X فقط).

التّهمة الثّانية الموجّهة ضدّه: استخدام بضائع نيسان لأغراض شخصيّة، وهذا ما يسمّى بإساءة استخدام السّلع الاجتماعيّة.

وعلى الرّغم من هذه الاتّهامات يجب ألّا يغيب عن بالنا أنّ كلّ شخص متّهم يبقى بريئًا حتّى إثبات العكس. ويقول مؤيّدوه، أنّ شركة نيسان تَزِنُ ضِعف شركة رينو في التّحالف، ويمكن أنْ يكون زعزعة استقرارها موضع ترحيبٍ بالنّسبة للشّركة اليابانية.

لكنّ سوق البورصة، يتجاهل افتراض البّراءة وهو تَعَثُّرٌ للعلامات التّجاريّة المرتبطة بغصن، ممّا يفسّر انزعاج مجالس الإدارة لأنّ ما وراء التّداعيات الشّخصيّة الّتي يمكن أنْ تُحدثها هذه القضيّة على الرّجل، فإنّ العواقب على الاقتصاد وعلى العمّال ستكون كبيرة.

في الوقت الحاليّ، يجب التّمهّل: نحن نعلم أنّ شركة نيسان ستواجه أيضًا العدالة اليابانيّة! دعونا نراقب، لأنّه إذا ثَبُتَ أنّ الاتّهامات صحيحة أم لا، فإنّ التّداعيات ستكون ملموسة وبالتّأكيد ثقيلة جدًا.

 

Cet article t'a plu? n'hésite pas à le partager

الإشارات

التعليقات (0)