علوم

ولكن ماذا تفعل الناسا؟ (سلسلة) هل تهدّد النَّيازِكُ الأرض؟

مقال 4/4 | من المحتمل أنْ تصطدم بعض النّيازك بالأرض ولكنْ، على الرّغم من أنّ الاحتمالات ضئيلة، فإنّ ارتطام النّيازك بالأرض له عواقب وخيمة على الإنسانيّة. وهذا هو اهتمام العديد من الوكالات العلميّة، بما في ذلك الناسا الّتي تتّخذ خطوة حازمة لمراعاة هذا الاحتمال وتطبيق المثل القائل “الوقاية خير من العلاج”!

الوقاية هي من أولويّة سياسات الحماية ضدّ خطر الاصطدام بالنّيازك، لا سيّما أنّها واحدة من الكوارث الطبيعيّة النّادرة الّتي يمكن التنبّؤ بحدوثها. ولهذه الأسباب، سيكون أمرٌ ذكيٌّ أنْ نتمكّن من تغيير مسار النّيزك ونحن لا نعرف أصلًا متّى سيسقط على رأسنا.

نطمئنك على أيّ حال، فقد تمّ اتخاذ خطوة مهمّة في أوائل شهر كانون الأوّل: إذ وُضِعَ مِسْبار OSIRIS-REX في مدار حول النّيزك Bennu وذلك بعد عامين من السّفر (غادر المِسْبار الأرض في 8 أيلول 2016). ومن المقرّر أنْ يعود المِسْبار في العام 2023 بعد دراسة النّيزك لمدّة عام واحد باستخدام خمسة أجهزة علميّة. يأمل العلماء إحضار عيّنة من النّيزك تَزِنُ 60 غرامًا ممّا يُتيح فرصة دراسة مكوّنات النّيزك الّتي تفتح الأبواب حول أبحاث تتعلّق بالكون أو حتّى بأصل الحياة.

عندما تصبح إمكانيّة التنبّؤ بسقوط النّيزك ممكنة، ينبغي أيضًا أنْ يتمكّن العلماء من تغيير مساره. مرّة أخرى، نجحت الناسا بإحراز تقدّمًا في هذا المجال من خلال DART وهو اختصار لـ Double Asteroid Redirection Test. طموح هذه المغامرة هو إثبات إمكانيّة تغيير مسار النّيزك عن طريق التّأثير عليه بواسطة قمر صناعيّ يَزِنُ، في هذه الحالة، 500 كيلوغرامًا وتصل سرعته إلى 6 كيلومترًا في السّاعة.

هدف هذه المهمّة الوصول إلى Didymos A وDidymos B، وهما نيزكان ثنائيّان. وبقول آخر، يجيب أنْ يدور Didymos B حول Didymos A ما أكسبه لقب Didymoon (لقب جميل، أليس كذلك؟). هذا هو “القمر” الصّغير الّذي يجيب أنْ يلمسه DART، وبالتّالي أنْ يعدّل مساره قليلًا. ومن خلال تغيير مساره، سيجرّ معه Didymos A.

ستنطلق هذه المهمّة في العام 2020، ولكنّ القمر الصّناعيّ سيصل إلى وجهته في العام 2022، مهمّة تبدو وكأنّها بداية الدّفاع عن كوكب الأرض (حرفيًّا).

مسألةٌ للمتابعة إذًا!

Cet article t'a plu? n'hésite pas à le partager

التعليقات (0)