صحة

هل يشكّلُ “مخفوق البروتين” خطرًا على جسمِ الإنسان؟

هل تتناولون “مسحوق البروتين” بهدف خسارة الوزن أو فقط كمكمّل غذائي؟

ما هو مسحوق البروتين؟

يتوفر مسحوق البروتين من مصادر البروتين النباتية كما يتوفر من مصادر البروتين الحيوانية مثل البيض والحليب. قد تعتبر إضافة مسحوق البروتين إلى كوب حليب أو عصير وسيلة بسيطة لتحسين وتقوية صحتكم. فلهذا الخليط العجيب فوائد عديدة، ويعرفُ خاصّة كأفضل وسيلة لبناء وزيادة كتلة العضلات، وتقوية العظام. إلّا أنّ الإفراط في تناول مسحوق البروتين يسبب ضررًا أكبر من فائدته.

ابن ال 17 عامًا يروي تجربته مع مسحوق البروتين

قال يان شبلي: “بدأتُ أستهلك بودرة البروتين بهدف بناء عضلات ضخمة. بعد شهرين من تناولي نوعًا من مسحوق البروتين أجهل تركيبته وآثاره، تفاجأتُ بأنني اكتسبتُ وزنًا زائدًا! ومنذ ذلك الحين، أصبحتُ أقرأ جيدًا مكونات كل نوع من البروتين قبل أن أشتريه وذلك لتجنب إضافة الكربوهيدرات والدهون على نظامي الغذائي لأنّها ترفع نسبة الكوليسترول في الدم وتزيد الوزن. من اليوم فصاعدًا سأستهلك مسحوق البروتين الصافي الطبيعي الخالي من المواد الصناعية والمنكهات والمواد المضافة الضارة”.

وأشار يان إلى أنه يتناول أساسًا مساحيق البروتين لأنّها تساعد عضلاته على سرعة التعافي بعد التمارين الرياضية الشاقة التي يمارسها خمس مرّات أو حتى أكثر في الأسبوع. وفي اليوم التالي يستطيع ممارسة رياضته بدون أن يعاني من أوجاع”.

خبيرة التغذية كارمن عبد الساتر تحذّر من أخذ المكملات الغذائية دون استشارة طبية

توضح أخصائية التغذية كارمن عبد الساتر، خريجة جامعة القديس يوسف قائلةً: “نلتقي يوميًّا بالعديد من المراهقين والشباب في العيادات وفي الصالات الرياضية يتناولون مكملات البروتين على مختلف أنواعها، في المشروبات أو في الشوكولاتة…”

وأضافت: “إن توفر جميع أنواع المكملات البروتينية وسهولة الوصول إليها في لبنان، يشجع على استخدامها عشوائيًّا، وغالبًا ما يتم ذلك من دون استشارة المتخصصين في هذا المجال”.

وحذّرت عبد الساتر: “يتحتّم علينا أن ندرك أنه في معظم الحالات، أخذ المكملات الغذائية بدون استشارة طبية، لا يؤدي إلى النتائج المرجوة، بل يمكن أن يسبب آثارًا سلبيةً غير مرغوب فيها كزيادة الوزن، والشعور بالتعب المستمر، ومشاكل الكلى خاصّةً إن كان الشخص يعاني من أمراض الكلى والطفح الجلدي”.

خطر الإفراط في تناول المكملات البروتينية على الصحة

تحتوي كل ملعقة من بودرة البروتين من 10 إلى 30 غرامًا من البروتين تقريبًا. إلّا أنّها تضمّ إضافةً عن البروتين مكونات أخرى مثل السكريات المضافة والنكهات الاصطناعية والمواد المضافة والفيتامينات والمعادن. ولكن إحذروا من استهلاك بعض مساحيق البروتين التي تزيد كثيرًا السعرات الحرارية فيصبح كوب الحليب مشروبًا يحتوي على أكثر من 1200 سعرة حرارية! بالفعل البروتين يحتوي على سعرات حرارية عالية والإفراط في تناوله سيسبب حتمًا زيادة الوزن وارتفاع مستويات السكر في الدم، خاصةً إذا كنتم تشربون مخفوق البروتين بالإضافة إلى نظامكم الغذائي المعتاد وليس بديلًا عنه ولا تقومون بالرياضة.

وأوضحت عبد الساتر أنّها لا تحبّذ بتاتًا تناول مسحوق البروتين للمراهقين بل تنصح تناوله لكبار السن وللمرضى الذين يعانون صعوبة في تلبية احتياجاتهم اليومية من البروتين. وكذلك أكّدت عبد الساتر ضرورة تناول البروتين للرياضيين.

في معظم الأحيان، لا تخضع منتجات البروتين الموجودة في لبنان لأي رقابة من قبل وزارة الصحة، وحتى أنها تفتقر أحيانًا إلى المصادر العلمية. وعلاوة على ذلك، حتى في الولايات المتحدة، كما تقول أخصائية التغذية “كاثي ماكمانوس”، مديرة قسم التغذية في مستشفى “Brigham and Women’s” التابع لجامعة هارفارد “تترك إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) لمصنعي البروتين مهمّة ومسؤولية تقييم سلامة المنتجات وعرض المعلومات الغذائية عليها. لذلك ليس هناك طريقة موثوقة لمعرفة ما إذا كان مسحوق البروتين يحتوي فعلًا على ما يدعي المصنعون”.

إحذروا استهلاك مخفوق البروتينهذا ما يحتويه!

وجد باحثون في المنظمة غير الربحية “CLEAN LABEL PROJECT” أن مخفوق البروتين قد يحتوي على جرعة غير صحية من المعادن الثقيلة كالرصاص والزرنيخ والكادميوم والزئبق وعلى مادة Bisphenol A وهي الصيغة الكيميائية الموجودة في العديد من البلاستيك بالإضافة إلى مبيدات الآفات والملوثات الأخرى المرتبطة بالسرطان وغيرها من المشاكل الصحية.

لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع يمكنكم الدخول على هذا الرابط: www.cleanlabelproject.org

أفضل طرق لتناول مسحوق البروتين

  • أوّلًا، تجنّبوا قدر الإمكان تناول مخفوق البروتين وأكثروا من تناول أطعمة غنية بالبروتين كالجوز ومشتقات الألبان قليلة الدسم والبقوليات مثل الفاصوليا والعدس والأسماك والدواجن والبيض واللحوم الخالية من الدهون.
  • ثانيًا، إذا كان لا بد من تناول هذه المنتجات تحقّقوا جيّدًا من المكونات المدونّة عليها للتأكد من أن المنتج يحتوي على البروتين الصافي الطبيعي، أو على مكونات صحية أخرى. تجنبوا تناول البروتينات الصناعية التي تحتوي على مكونات ضارة مثل السكر المضاف والفركتوز والمحليات غير الطبيعية.
  • ثالثًا، يعتبر مخفوق البروتين وجبةً غذائيةً، إذًا اشربوا مخفوق البروتين بدلًا من وجبتكم المعتادة وليس برفقتها.
  • رابعًا، إنّ عدم تناول الفطور ضار للغاية، لذلك اعتمدوا مخفوق البروتين كوجبة إفطار لأنه صحي وتجنّبوا تناول رقائق الذرة والمعجنات والمخبوزات التي ترفع معدلات السكر في الدم.
  • أخيرًا، انتبهوا إلى كمية المكونات التي تضعوها عند إعداد مشروب البروتين الخاص بكم. احسبوا السعرات الحرارية المكتسبة في المخفوق وتأكدوا أنها لا تفوق سعرات الحرارية المكتسبة في الوجبة الغذائية لئلّا يزيد وزنكم بشكل مفاجئ فتتساءلون عندها: ” لماذا زاد وزني رغم الحمية؟”

 

Cet article t'a plu? n'hésite pas à le partager

التعليقات (0)