ثقافات

لبنان: نضحك حتى ما نبكي!

لا يوجد لدينا حكومة ونضحك على هذا الوضع! البلد يعيش أزمة إفلاس وفساد يكاد يكون غير قابل للاختزال، ولكن نجد طريقة لخلق النكات حول هذا الموضوع. العاصفة نورما، هل تتذكرونها؟ حتى أنه قيل إنها غضبت ورحلت، بعد أن انتشرت الكثير من النكات عنها في لبنان.

في أوقات المصاعب والأزمات، دائمًا ما يلجأ اللبنانيون إلى إنتاج القصص المضحكة وتداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لماذا يلجأ الإنسان إلى مواجهة المصاعب بالضحك؟ هل هو سلوك شائع لدى مختلف الشعوب؟ أم إنه أكثر شيوعًا لدى بعض الشعوب دون غيرها؟ أسئلة تجيب عنها الدكتورة ماي مارون المتخصصة في علم الاجتماع.

-” لا أعرف تحديدًا إن كان هذا السلوك شائعًا لدى كافة الشعوب أم لا، ولكن من المعروف أن الشعوب العربية خفيفة الظل. في مصر مثلًا، الشعب المصري ينكت على  نفسه، وعلى مصائبه، ومنازله، وعادات أولاده. كما أن الشعب اللبناني سريع في إنتاج النكات أمام كل مصيبة، مثلًا “بس صار الحريق بمرفأ بيروت، دغري نزّلوا صورة لماكرون عم يقول أنا جاية، وغيرها كتير من النكت”.

تؤكد لنا الدكتورة ماي أنّ ” التنكيت ليس هروبًا من المسؤولية، ولكن هو نوع من التخفيف من المأساة والمصاعب، ونظرًا لعدم وجود حلول للمشاكل التي نعيشها، ينكت الشعب كفسحة من الانفراج وتعويض عن الضغط. والنكت تكون في أغلب الأوقات عن المحرمات أو ما يعرب بالـTaboo مثل الدين، الجنس، المال، السياسة…”

يمزح الناس أيضًا فيما يخصّ فيروس كورونا

 وتكمل : -”  في الواقع الهروب من الأزمات لا يكون فقط من خلال النكت والضحك، بل يمكن أن يكون أيضًا من خلال الصلاة، أو من خلال الهروب إلى  الرقص، أم السهر، أم الإفراط في الأكل. كل هذه التصرفات هي نوع من الهروب من الضغط الذي يمكن للمرء أن يمرّ به”.

وأنتم، كيف تعيشون الأزمات؟ شاركونا رأيكم.

يمكنكم الاستماع إلى المقابلة كاملة في التسجيلات الصوتية.

 

كما يقال بالعامية: هلكناها لنورما

العاصفة نورما

 

Cet article t'a plu? n'hésite pas à le partager

الإشارات

التعليقات (0)