أخبار اليوم

لنأخذ سوياً استراحةً من شاشات الكومبيوتر

بالنسبة إلينا، نحن اللبنانيين واللبنانيات خاصةً، صغاراً وكباراً، شباباً وشابات، نساءً ورجالاً، كانت السنتين الماضيتين حافلة بالأحداث والتغيرات التي أثّرت على عاداتنا اليومية وأدّت إلى ارتفاع كبير بعدد الساعات التي نمضيها وراء شاشة الكومبيوتر أو التلفاز.

بانوراما الأحداث من العام 2019 حتى اليوم

بدايةً من ثورة 17 تشرين في العام 2019 التي أدت إلى إغلاق المدارس لمدة لا تقل عن 3 أسابيع، وصولاً إلى بدء تفشي فيروس كورونا في لبنان في شباط 2020 ما أدى إلى إغلاق المدارس حتى نهاية العام الدراسي 2019-2020 وتحول التعلّم من الصفوف إلى شاشة الكومبيوتر.

بعد انتهاء العام الدراسي وبدء صيف 2020، خفّفت الحكومة  من اجراءات مكافحة تفشي الكورونا وشعرنا كلّنا بارتياح نفسي ولو خفيف. لكن هذا الشعور لم يدم طويلاً إذ هزّ انفجارٌ صخم مدينة بيروت في الرابع من آب 2020، وخلف آثاراً نفسيّة وجسديّة كبيرة. عُدنا، هذه المرة أيضاً، إلى الجلوس لفترات طويلة أمام شاشات التلفاز لمتابعة الأخبار.

لم تتنتهي هنا!

إذ إن العام الدراسي 2020-2021 ونظراً لاستمرار تفشي فيروس كورونا كان عن بُعد وأمضيتم ونحن ساعات وساعات وراء شاشة الكومبيوتر!

فمع انتهاء العام لا بدّ من أخذ استراحة من شاشات الكومبيوتر ولو لفترة قصيرة، فمن يدري… ربما سيكون العام المقبل أيضاً عن بُعد هذه المرة ليس بسبب تفشي الفيروس فحسب، بل بسبب الأزمة الاقتصادية التي تلقي بثقلها على قطاع التعليم وكافة القطاعات.

ربما كانت المقدمة طويلة بعض الشيء لكن من خلالها قمنا باختصار أحداث عاشها اللبنانيّون واللبنانيات لمدة عامين وربما للحديث تابع في الأشهر المقبلة لأنه من المعلوم أن الأحداث لم تنتهي هنا. لا أكتب هذا المقال لأخبركم  كل هذه الأمور فإن كنتم تعيشون في لبنان فبالطبع تعرفون كل ذلك، إذاً ما الهدف من هذا المقال؟

كل الأحداث السابقة أدت دون شك إلى ارتفاع نسبة تعرّضنا إلى التلفاز وشاشات الكومبيتر إما لمتابعة الأخبار بشكل دائم لنعرف ماذا يحدث، إما لماتبعة الصفوف عن بُعد، إما للتسلية خلال شهور الحجر الطويلة. من دون شك إن وجود التكنولوجيا وإمكانية الاستفادة منها لمتابعة حياتنا أمر إيجابي، ولكن ماذا عن الآثار السلبية؟

في هذا المقال سنتطرّق إلى الآثار الإيجابية والسلبية، وإلى ضرورة أخذ استراحة من كل هذه الشاشات. وهنا، نريد أن نعلمكم أن فريق يومكُم سيطبق أيضاً هذه النصائح وسيأخذ عطلة لمدة 15 يوم وستنخفض وتيرة المنشورات عن الموقع ووسائل التواصل الاجتماعي!

ما هي الآثار السلبية، والإيجابية على الصحة لارتفاع ساعات التعرض إلى شاشات الكومبيوتر؟

5 آثار مضرّة تنتج عن استعمال الحاسوب أو الخليوي لوقت طويل  

Bad effects of using computer

1- لا بد أن الجلوس طويلاً يؤدي إلى التعب الجسدي:

هناك هذا المصطلح الذي تمت صياغته حديثًا خلال فترة انشار الفيروس، يسمى Zoom Fatigue  يشير المصطلح إلى الشعور بالإرهاق بعد استخدام الكومبيتر لفترات طويلة خلال مكالمات الفيديو الجماعية. إرهاق التعلم الافتراضي حقيقي، وقد يؤدي إلى القلق والتوتر لكل من الطلاب والأساتذة. من ناحية أخرى، الأهل أيضاً يشعرون بالتعب الجسدي فهم أيضاً أمضوا ساعات طويلة وراء الكومبيوتر لإجراء اجتماعات عمل عبر تطبيقات مكالمات الفيديو الجماعية.

2- الشعور بالعزلة:

المدارس، والجامعات لا تقوم بالتعليم فحسب، بل تساهم في بناء العلاقات الاجتماعية إذ تبدأ الصداقة وتخلق الذكريات الممتعة. من الأفضل تعلم مهارات الاتصال والمهارات الاجتماعية من خلال التفاعلات الاجتماعية وجه لوجه وليس من خلال شاشة الكومبيوتر! يحتاج الأطفال والمراهقون وحتى المعلمون إلى التواصل مع أشخاص آخرين والتواصل الاجتماعي.

3- النظر إلى الشاشات لوقت طويل يؤدي إلى إرهاق العيون:

الأمر واضح! النظر إلى شاشات الكومبيتر والتلفاز لساعات طويلة جداً يؤدي حتماً إلى إرهاق العيون. وهنا سنخبركم عن مرض جديد يُرف باسم Digital eye strain، وبحسب الأطباء فإن التعرض لشاشات الكومبيتر لا يثر على العيون في المدى القريب بل الآثار السلبية ستظهر في المدى البعيض مثل صداع مزمن، حرقة في العيون وغيرها من العوارض.

4-  سترتفع نسبة التوتر والقلق:

يؤدي التعرض لساعات طويلة إلى شاشات الكومبيتر إلى ارتفاع التوتر والقلق وحقنه أي أن الطالب وكونه جالس فيي المكان نفسه لن ينفس عن التوتر في داخله بل سيكبته ما يزيد الأمر سوءً.

5- متابعة الأخبار السيئة في لبنان له أيضاً تأثير سلبي:

نتيجة للوضع والأزمات المتتالية التي نعيشها في لبنان بالطبع سيشعر الانسان بالتوتر والقلق من سماع الأخبار السيئة لأوقات طويلة.

5 آثار إيجابية لاستخدام الأدوات الالكترونية

Working on computer

1- من خلال الدراسة أو العمل عن بُعد نتفادى التقاط فيروس كورونا

بالطبع الهدف الأول و الأهم من الحجر والتعلم عن بعد وحصر اللقاءات الاجتماعية وجهاً لوجه هو تفادي التقاط فيروس كورونا، وإن كنتَ تنظن أن العالم يعيش هذا الاغلاق التام للمرة الأولى في التاريخ، فأنت مخطئ إذ مرّت على البشرية الكثير من الأوبئة سابقاً.  إذاً التباعد الاجتماعي هي فعلاّ نقطة ايجابية فلكل شخص التزم بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا وبقي في المنزل ساهم في حماية نفسه من التقاط الفيروس وساهم في حماية الأهل وكبار السن من التقاط كورونا أيضاً.

2- تطور مهارات الفرد في التعامل مع التكنولوجيا:

أجبر الجميع من تلاميذ وأساتذة وحتى الموظفيين والموظفات التحول إلى التكنولوجيا لإكمال حياتهم. أدى هذا الأمر إلى ارتفاع مهارات الفرد في التعامل مع التكنولوجيا. ربما بالنسبة للشباب والشابات استخدام التكنولوجيا أمر بديهي وسهل، ولكن فكروا بأهلكم؟ هم طوروا مهاراتهم بالتأكيد وربما أنتم قمتم بمساعدتهم وهذا الأمر رائع ساهم دون شك بتبادل الخبرات بين الأولاد والأهل. حتى الدولة اللبنانية أجبرت على التطور ورأينا ذلك عبر المنصة الجديدة  impact .

3- أمر مريح أن نبقى في المنزل:

البقاء في المنزل هو أجمل شيء! نستيقظ قبل الصف بـ10 دقائق، نبقى في غرفتنا، لا نخلع البيجاما، لا نخسر وقت في زحمة السير، نأكل بين الصفوف في المطبخ… 13 من أصدقاءكم أخبرونا عن إيجابية بالبقاء بالبيت منهم عدم الشعور بالستريس عند الذهاب الى المدرسة وأنتم؟ ما هي الأشياء التي أعجبتكم أثناء البقاء في المنزل؟ شاركونا رأيكم من خلال كتابة مقال ونشره على منصة يومِك يومَك.

4- البقاء على علم بالاحداث العالمية:

التطور التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي ساهم في جعل الناس يبقون على علم بكافة الأحداث المحلية والعالمية على مدار الساعة وبسرعة. فور حدوث شيء ما، تصلنا الاشعارات على الهواتف ونعرف بسرعة ماذا حدث. أصبح أيضاً كل مواطن قريب من موقع الحدث بامكانه التقاط الفيديو ونشره وانتشاره بشكل كبير. ولكن هنا، لا بد من التذكير أن الامكانية السريعة لنقل الأخبار تترافق مع انتشار واصع للأخبار الكاذبة. لذلك ابقوا على حرص!

5- البقاء على اتصال بالاصحاب والعائلة هنا وبالخارج:

وسائل التواصل الاجتماعي، الانترنت، الكومبيتور، الاتصالات لها إيجابية كبيرة في البقاء على اتصال مع الأصحاب. خلال الحجر في المنزل وعدم الذهاب إلى المدرسة حافظ الأصدقاء على علاقتهم من خلال التحدث على غروبات الوتساب أو اللعب ضمن تطبيقات ألعاب جماعية كالــ play station أو غيرها من الوسائل.

طرق لأخذ استراحة من الشاشات

Taking-a-rest-in-nature-vacation

 

الآن وبعد معرفة الآثار الإيجابية والسلبية لارتفاع ساعات العرض لشاشات الكومبيتر، لا بدّ لنا من أخذ استراحة، لكي نعود في شهر أيلول مفعمين بالطاقة الإيجابية.

أنتم أيضاً! خذوا راحة وعودوا في أيلول بنشاط أكبر، إليكم بعض النصائح، والأفكار التي تساعدكم على أخذ هذه الاجازة :

  • انسوا الهواتف واخرجوا إلى الطبيعة أو البحر ومش ضروري تحطوا بوست انستا 🙂
  • حددوا أوقات لاستخدام الهاتف مثلاً ساعة صباحاً، وساعة مساءً
  • أغلقوا الكومبيتور بشكل تام ولا تستعملوه أبداً
  • اسألوا أهلكم ان كنتم تستطيعون مساعدتهم ببعض مهام المنزل
  • يمكنكم ايضاً مساعدة جمعية خيرية ام مركز اجتماعي قريب من المنزل
  • مارسوا الرياضة يومياً
  • نظموا مبارايات كرة قدم أو كرة سلة أو رقص مع الأصدقاء
  • ألعاب الورق والطاولة والألعاب الاجتماعية مسلية ايضاً
  • تنزهوا على الدراجة الهوائية
  • امشوا في الطبيعة وتعرفوا على الورود الموجودة في حقول لبنان
  • اهتموا بحيواناتكم الأليفة إن كان لديكم واحداً، أو في حال لم يكن لديكم حيوان فلما لا تختارون كلباً للعطلة؟
Cet article t'a plu? n'hésite pas à le partager

التعليقات (0)