تربية

ما هي اختصاصات كليّة الإعلام اللبنانية؟ وكيف انتسب؟

اقتربت بداية العام الدراسيّ 2021-2022 ولا يزال الغموض يلف مصير هذه السنة الدراسية إن كان بالنسبة لطلاب المدارس أو الجامعات. لقد أعلن وزير التربية أن التعليم سيكون حضوري وحدّد تاريخ 27 أيلول كتاريخ بداية العام الدراسي في المدارس الرسمية على أن تبدأ المدارس الخاصة تباعاً بإطلاق العام الدراسي الجديد. ولكن الكثير من الأسئلة تطرح نفسها: في ظل أزمة البنزين، وغلاء المعيشة والأزمات الأخرى كيف يمكن للمدارس والأهل، وللجامعات وطلاّبها تحمّل أعباء السنة الجديدة؟ وبموضوعنا هذا خاصة، لا تزال المعالم التي تشير إلى بداية العام الجامعي في الجامعة اللبنانية غامضة لا بل غير موجودة.

بغض النظر عن كل هذه المُعانات، وعلى الرغم من الغموض الحاصل حول السنة الدراسية المقبلة، لا بدّ لنا من إخباركم عن كليّة الإعلام في الجامعة اللبنانية، خصوصاً إن كنتم طلاب ترمينال وتبحثون عن جامعات للانضمام إليها بعد التخرج من المدرسة.

ما هي الاختصاصات الموجودة في كليّة الإعلام؟

الجامعة-اللبنانية_كليّة-الإعلام

الجامعة اللبنانية، كلية الإعلام، الفرع الثاني

على الرغم من الأزمة التي تعصف بالقطاع التربوي والجامعي، منذ سنوات، إلاّ أنّ كلّ الدلائل تشير إلى محافظة كليّة الإعلام في الجامعة اللبنانيّة على مكانتها، إلى حدٍّ بعيد، محلياً وعربياً. فهذه الكليّة، التي “يغذّي” خرّيجوها معظم الوسائل الإعلاميّة والكثير من المؤسسات الاتصاليّة والتسويقيّة، ظلّت حتى الأمس القريب الجامعة اللبنانيّة الوحيدة التي تدرّس اختصاصات الإعلام ولا سيما مواد الصحافة. لكنها دخلت اليوم في منافسة مع الجامعات الخاصة، وإن كانت الجامعة الوطنيّة لا تزال تمثّل المقصد الأوّل للطالب اللبناني.

تأسّست كليّة الإعلام في الجامعة اللبنانيّة عام 1967 تحت مسمّى “معهد الصحافة”، والذي كان، في حينه، بمثابة مركزٍ لتدريب الصحافيين الجُدد وتطوير الوسائل الإعلاميّة. وفي العام 1975، تمّ تعديل التسمية لتصبح “كليّة الإعلام والتوثيق”، إلى أن اعتُمدت التسمية النهائيّة عام 2012 وهي التسمية الحاليّة كليّة الإعلام. لكليّة الإعلام في الجامعة اللبنانيّة فرعان: “الفرع الأول” في الأونيسكو و”الفرع الثاني” في الفنار. وتتيح الكليّة الانضمام إلى الاختصاصات التالية:

  1. الصحافة وعلوم الإعلام
  2. العلاقات العامة واتصال المؤسّسات
  3. الإعلان والاتصال التسويقي
  4. إدارة المعلومات
  5. علم البيانات

ما هي مدّة الدراسة في كلية الإعلام؟

مدّة الدراسة في مرحلة الإجازة هي ثلاث سنوات وفق نظام الـ LMD، مُقسَّمة إلى ستّة فصول، يليها سنتان للراغبين بالحصول على شهادة الماستر التي تنقسم إلى قسميْن: الماستر البحثي والماستر المهني. وللالتحاق بكليّة الإعلام في الجامعة اللبنانيّة يجب على الطالب أن يكون حائزاً شهادة الثانويّة العامة اللبنانيّة أو ما يعادلها.

ما هي معايير القبول في كلية الإعلام؟

يخضع لمباراة دخول إلى الاختصاص الذي يختاره، وذلك بعد التقدم بطلب للمشاركة في المباراة التي تتضمّن ثلاث مسابقات: إمتحان خطّي في كلٍّ من اللغتيْن العربيّة والأجنبيّة (إنكليزي- فرنسي)؛ وإمتحان خطّي في المعلومات العامّة، يُضاف إليها إمتحان في مادّة الرياضيّات لطلاّب علم البيانات.

بعد إعلان النتائج، يُقبَل انتساب الطلاّب الناجحين بحسب تسلسل مجموع علاماتهم في الامتحان. فيقوم الطلاّب المقبولون بالتوجّه إلى الفرع الذي يختارونه لتقديم الوثائق اللازمة للتسجيل الأكاديمي في الكليّة. ويسدّدون بعد ذلك البدل المالي للتسجيل للعام الدراسي في أحد مراكز “الليبان بوست”، واستلام إيصال لتثبيت الانتهاء من عمليّة التسجيل. عقب هذه العمليّة “الروتينيّة”، يستطيع الطالب مباشرة حضور المواد الخاصّة بالاختصاص الذي اختاره، فور بدء العام الدراسي. كم هو عدد الطلاب الذين يختارون كليّة الإعلام؟

 

يؤكد عميد كليّة الإعلام الدكتور جورج صدقة أنّ الامتحانات وعمليّة التصحيح التي تليها، إنّما تتمّان بشفافيّة تامة، من دون أي تدخّل سياسيّ كما يزعم البعض

تتغيّر أعداد الطلاّب الذين يتقدّمون إلى الكليّة، من سنةٍ إلى أخرى، وتؤثّر الأوضاع العامة في البلاد والأحداث الأمنيّة إلى حدٍّ كبير في هذه المسألة. بحسب عميد كليّة الإعلام الدكتور جورج صدقة، فإنّ أعداد الطلاب، بعامّة، تراجع عمّا كانه في السابق، غير أنّه لا يمكن إعطاء إحصائيات ونِسَب دقيقة في الموضوع. “فالعدد، على سبيل المثال، تراجع كثيراً منذ أربع أو خمس سنوات لكنّه عاد ليرتفع في السنتيْن الأخيرتيْن مع تبّدل الأوضاع العامّة في لبنان”. وتستفزّ عميد الكليّة الدكتور صدقة الأخبار التي تتحدّث عن تدخّل سياسي في عمليّة اختيار المنتسبين إلى الكليّة، فيقول إنّه “يتحدّى” أيّ جهة تلمح إلى هذه الفرضيّة. ويؤكّد أنّ الامتحانات وعمليّة التصحيح التي تليها، إنّما تتمّان بشفافيّة تامة، وذلك من خلال استعمال نظام “الكود والبانر”. “إذ لا يُعرَف اسم وهويّة صاحب المسابقة والعلامة حتى لحظة إعلان النتائج”. لذا، يمكن القول من دون “تجميلٍ للحقيقة” إنّ كليّة الإعلام في الجامعة اللبنانيّة تمكّنت من “حماية” مستواها، بفضل تحرّرها من “الواسطة” وحفاظها على مركزيّة الامتحانات والتصحيح. وبعد؟

هل تقدم كلية الإعلام منح دراسية؟

تقدّم الجامعة اللبنانيّة، للفائزين بالمرتبتيْن الأولى والثانية في الماستر، منحاً دراسيّة لإكمال الدراسات العليا في الخارج، علماً أنّ الجامعة طوّرت معهد الدكتوراه في لبنان لكنّ خبرات أساتذتها في التدريس الأكاديمي العالي بقيت أضعف ممّا يتلقّاه طلابنا في الخارج (ولا سيّما في الجامعات الأميركيّة والأوروبيّة). وإذا كانت كليّة الإعلام تواظب على تطوير مناهجها لتتوافق دوماً مع متطلبات سوق العمل وتسهّل انخراط المتخرّجين فيه، غير أنّه لا يوجد آليّة رسميّة  في الجامعة اللبنانيّة، بعامّة، لمتابعة الطلاب بعد تخرّجهم ومساعدتهم على تخطّي الصعوبات التي يواجهونها. وهذه المسألة ليس سببها تقاعساً من الجهات المعنيّة في الجامعة، بل يعود لعدم قدرة الجامعة اللبنانيّة على المباشرة بمشروعٍ كهذا المشروع كونه يحتاج، بديهياً، إلى موارد ماديّة وبشريّة غير متوفرة لتنفيذه في الوقت الحالي. وكلّ ما يحصل يقتصر على جهد بعض الأساتذة الذين يقومون بهذا الدور بمجهود ومبادرة شخصيّة.

“الصحافة مهنة رائعة” هكذا يختم العميد جورج صدقة حديثه، متوجّهاً إلى المتخرّجين الجُدد والقدامى بالتأكيد على أنّ شروط النجاح في المهنة لا تكون إلاّ بالثقافة العالية و..النزاهة.

—–

تم كتابة هذا المقال بالتعاون مع الطالبة رلى منصور، وهي طالبة في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية ضمن مشروع أطلقه موقع يومكُم بهدف منح طلاب الجامعات فرصة لإعطاء حياة ثانية لأعمالهم الأكاديمية من خلال نشرها على الموقع. شارك أيضاً في هذا المشروع الطالب جهاد قشعمي الذي نشر مقاله بعنوان: السياحة البيئيّة في لبنان، هل يمكن أن تنعش الاقتصاد في ظل الأزمة؟

Cet article t'a plu? n'hésite pas à le partager

التعليقات (0)