علوم

الضبع المخطّط… هل هو رمز للبنان ؟

أثناء إجراء بحث عن الحيوانات البرّية في لبنان، وهو موضوع يثيراهتمامي جداً، صادفني معلومة في غاية الأهمية  وغير مشاعة بعد ، تشير إلى أن الضبع المخطط يعتبر رمزا للبنان . تصوروا مثلاً أنه عندما نذكر حيوان الكانغر نفكر تلقائيا بدولة أستراليا، والديك هو رمزاً لدولة فرنسا، والقندس لكندا… فهل الضبع المخطط رمزاً للبنان؟

في هذا الصدد، بدأنا باجراء تحقيقًا عن هذا الموضوع للكشف عن معلومات لم تُعرف من قبل عن الضبع المخطط ،عن وجوده في لبنان، وأسباب تهديده بالانقراض، وإن يُنسب للضبع أنّه الحيوان الوطني للبنان.

ما هي أنواع  الضباع ومن أين تأتي؟

الضباع المخططة تختلف عن عائلة أو فصيلة الكلاب والقطط ، بل لديها عائلة أو فصيلة الضباع الخاصة بهم والتي تضم 4 أنواع

  • الضباع المرقطة التي توجد في جميع انحاء الصحراء الافريقية الفرعية،
  • الضباع المخططة المتواجدة في منطقة الشرق الأوسط،
  • الضباع البنية في جنوب قارة افريقيا،
  • وذئب الأرض الذي يعيش بكثرة في السودان ومصر وأنغوليا والموزنبيق.
aardwolfhyene rayéebrown hyenaspotted hyena

لا توجد أرقام موثوقة عن عدد الضباع البرية في لبنان ، على الرغم من أنه ربما بضع مئات. فتعيش مثلاً في محمية الشوف وفي الجبال.

وليس لدى المجموعة النقابية بيانات عن الضباع من سوريا أو مصر أو ليبيا. لديهم من العراق وإيران ، وبعضهم من باكستان.

الضبع المخطّط رمزًا للبنان!

كل الأشخاص المعنيين الذين سألناهم ما اذا كان هذا الحيوان شعارًا للبنان، بمن فيهم مدير جمعية “حيوانات لبنان” و”لقاء الحيوان”، أكّدوا لنا أنهم يعرفون هذه المعلومة ولكنهم لا يعرفون أصلها وخاصة أنه لم يتم الإعلان عن هذه الواقعة من قبل أي جهة رسمية، مما يدفعنا أكثر للمثابرة في هذا التحقيق لمعرفة كيف اصبح الضبع شعارًا للبلد، والتعرف على مميزاته التي لا تزال غير منتشرة، والتأكيد على أهميّة حماية هذا الحيوان غالباً الغير المحبوب لأسباب عدًة.

وللتأكيد على ذلك، يقول  رئيس  مركز التعرّف على الحياة البرّية والأستاذ الجامعي دكتور منير أبي سعيد “أن الضبع هو حيوان وطني للبنان، وتم اعتباره رمزا للبنان بسبب تعرّض هذا الحيوان الى خطر الانقراض. و نظرا لقوة فكّه وامتلاكه أقوى عضة في عالم الحيوان، الا أنه رغم ذلك معروف بحيوان القمامة أي يستخدم فكّه وأسنانه الحادّة لأكل اللحوم الميّتة التي تساهم في عملية اعادة التدوير والحفاظ على البيئة. لذلك، ان الضباع ليست مخيفة، ولا يمكن اعتباره كحيوان مفترس للبشر، انها ليست الا خرافات وكلام عار عن الصحة. “!

كالعادة في لبنان يصعب الوصول الى المعلومات ويصعب التأكد منها ، هل من حولكم من يعرف أكثر عن إذا كانت الضباع  فعلاً رمزاً للبنان؟

الضبع يحمينا من الأمراض!

وفقًا للدكتور منير أبي سعيد ،أن “عادات غذاء الضباع هي هبة من السماء لكوكبنا”. تمتلك الضباع أقوى فك في مملكة الحيوان، يسمح لها بمضغ وسحق العظام عندما تأكلها. والجدير بالذكر، أن معدة الضبع غنيّة بحمض الهيدروكلوريك، أي عندما تدخل العظام إلى المعدة، تتفكك وتفرز الكالسيوم”.

الضباع  تمتلك خلايا دم بيضاء أكثر بعشر مرات من البشر، لذلك  يمكن للضباع التعامل مع الفريسة المتعفنة والمريضة مما يساهم  بوقف انتشار الأمراض. وقال د. منير أن هذا هو أحد الاسباب الرئيسية  لعدم  وجود حالات إصابة بأنفلونزا الطيور في لبنان، حيث أكلت الضباع طيورًا مصابة وأنقذت السكان من التعرض لهذه الأمراض. وتتغذى الضباع على اللحوم  والفاكهة وتفرز البذور بينما تتحكم في نفسها مما يساعد ذلك تلقائيّا على عملية إعادة التشجير”.

الضباع المخططة تقترب من الانقراض

إن أكبر تهديد للضباع يأتي من البشر، وتضاءلت أعداد الضباع المخططة التي كانت كبيرة في السابق واختفت تمامًا في بعض المناطق. وغالبًا ما يُقتلون كغنائم صيد أو بسبب التلوث بالاحتباس الحراري ونقص الغذاء، ويمكن أن يموتوا من الجوع  أو بسبب عمليات الاتجار بالحيوانات.  في كثير من الأحيان يساء فهم الضبع اذ اعتبره البعض خطيراً على حياة البشر والحيوانات الاخرى، فعادة ما يتم تسميمه أو حصره أو إطلاق النارعليه لمنعه من مهاجمة الماشية أو نهب المزارع. في لبنان، يتم إطلاق النار عليهم  خوفًا منهم، أو الصيد كهواية، على الرغم من أن كلا النشاطين يعدان من الأعمال الغير قانونية. عالميا، بقي أقل من 10,000 من الضباع المخططة ويصنفها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة على أنها شبه مهددة على نطاق عالمي  نظرا لتناقص عددها.

أساطيرغريبة تحيط بالضباع؟

دارت العديد من الأساطير حول الضباع منذ الفينيقيين … حفار قبور، أو تنوم بعيونها أو خطوطها في الليل قبل أن تغرّك في عرينها وتدغدغك حتى الموت، ومن هنا بدأ الخوف ويمكن ربط ذلك بضحكة الضبع. وفي لبنان يقول البعض أن قلب الضبع يؤكل ليعطي الشجاعة ويُحتفظ بالشوارب كتعويذات. في ثقافات أخرى، يستخدمون روث الضباع المجفف كمسحوق تجميلي للوجه ، بينما يعتقد البعض الآخر أن للسان الضبع خصائص طبية. لكن  في الحقيقة كلها تبقى أساطير،  أي لم تتم اثبات صحة هذه المعلومات علميًا.

الضباع تضحك وتتواصل مع بعضها كالانسان

كشف الباحث نيكولاس ماتيفون ، في مقالة لل “لوموند” ،  انه في بحثه وباحثين أمريكيين درسوا ضحكة الضبع : ” يعطي الضبع صهيلات متتالية سريعة وقصيرة أو قهقهات عندما يكون متحمسًا، انها تشبه الضحك ولكنا بالفعل طريقتهم بالتواصل أو التعبير عن حالتهم . فأثناء التهديد مع الضباع المتنافسة يتحول صوتها من هدير إلى زئير”. لغة الجسد  هي أيضا  شكل من أشكال التواصل . في لحظة ، يمكن أن يتضاعف حجم الضبع المخطط وقد يبدو أطول عن طريق رفع الشعر على طول ظهره! انه ليس عملاً عدوانيًا، بل محاولة الضبع الأخيرة لـ “التظاهر” بالشجاعة فقط. كما أن وضعية الأذنين وحركة الذيل ووضعية الجسم تجمع الضبع في إيصال رسالتها للآخرين.

8 معلومات لم تعرفها عن الضبع من قبل!

كل المعلومات المتاحة والموجودة هي متعلقة بثلاثة أنواع من الضباع، ولكنها ليست كلها متعلقة بالضباع المخططة فهي تعتبر النوع الأقل دراسة من بين الأنواع الأربعة.

ولكن هل تعلم أن…

  1. الضباع المرقطة تعيش في مجتمع تهيمن فيه الإناث على الذكور. عندما تولد الأنثى ، تبقى في العشيرة. إذا كان ذكرًا ، يتم اصطياده وطرده ، يتجول ويصبح جزءًا من عشيرة جديدة.
  2. من الصعب مشاهدة الضباع المخططة لأنها ليلية، وهي تعيش بمفردها أو في أزواج ، وتفضل الموائل التي يتعذر الوصول إليها.
  3. يعيش الضبع المخطط في المتوسط ​​12 سنة.
  4. تستطيع الضباع سماع أصوات لا تستطيع آذان الإنسان سماعها، كما أنها تستمع إلى أصوات الحيوانات المفترسة الأخرى. كما انها تتمتع بحاسة بصر وبحاسة شم قويتين.
  5. يبلغ طول الضبع 1,2 مترا وارتفاعه 80 سم، أما الوزن فيتراوح بين 25 كجم و 40 كجم.
  6. أنثى الضبع تحمل لمدة 3 أشهر، وتنجب من واحد الى 4 أشبال حيث انها تعيش مع أشبالها في مأوى حجري.
  7. الأرجل الأمامية أطول بكثير من الأرجل الخلفية، لذلك تمشي وكأنها محردبة.
  8. الضباع المرقطة صيادون ماهرون قادرون على قتل فريسة كبيرة نسبيًا. تتغذى بعض الضباع المخططة على الأغنام والماعز والحمير والخيول.

 

ساهمت هنديا ياغي بهذا المقال مع مارك شامي البالغ 16 سنة من عمره، والذي كان يتدرّج مع فريقنا في عطلته الصيفية.

 

Cet article t'a plu? n'hésite pas à le partager

التعليقات (0)