أخبار اليوم

ينتشر الكوليرا في لبنان: كيف تنتقل العدوى وما هي طرق المعالجة والوقاية؟

تسارع انتشار مرض الكوليرا في لبنان  بعدما سُجّلت أولى الإصابات في الخامس من تشرين الأول الماضي في مخيّمات النازحين السوريين في شمال البلاد، قبل أن ينتقل الوباء إلى عدد من المناطق الأخرى. وبلغ عدد الإصابات حتى 10 تشرين الثاني الجاري 3042 حالة و18 وفاة. ولمواكبة هذا الوباء قامت المستشفيات الحكومية في المناطق السّاخنة، حيث يسجّل العدد الأكبر من الإصابات، بفتح أجنحة ميدانية لمعالجة المرضى دون إدخالهم إلى الأبنية الرئيسية منعاً لنشر العدوى بين المرضى، كما بزمن الكورونا. ويذكر أنّ هذه المرة الأولى التي تُسجّل فيها إصابات بهذا المرض في لبنان منذ ثلاثين سنة، إذ سجّلت آخر حالة العام 1993.

خريطة لبنان ومخاطر انتشار الكوليرا

المناطق المعرضة لمخاطر انتشار وباء الكوليرا في لبنان  reliefweb source.

كيف تنتقل عدوى الكوليرا ؟

تنتقل بكتيريا الكوليرا بالطعام أو الماء الملوثين. وسبب التلوث في الأوبئة المحلية يعود إلى وصول مياه الصرف الصحي المحتوية على فضلات بشرية (براز) إلى مصادر ماء الشرب أو الري، ويمكن عندها لبكتيريا الكوليرا الانتشار بسهولة. لا نتنقل عادة العدوى من شخص لآخر بشكل مباشر، بالتالي الاحتكاك المباشر مع شخص مريض لا ينقل البكتيريا للأصحاء، باستثناء تلوث اليدين بفضلات المريض والأكل أو الشرب بهما دون غسل وتعقيم مسبقين.

 احضروا ايضاً هذا الفيلم المبسط والرائع من ايمال عن الكوليرا وطريقة انتشارها 

 

عوارض بالكوليرا

لن تبدأ العوارض مباشرةً بعد التعرّض للبكتيريا، بل تحتاج لوقت يتراوح من 8 ساعات إلى 5 أيام، وهي فترة حضانة تحتاجها للمرور في الجهاز الهضمي والاستقرار والتكاثر داخل الأمعاء.

أكثرية المصابين (حوالي 75%) لن تظهر عليهم العوارض الشديدة المتمثلة:

  •  بالإسهال المائي الشديد
  •   التقيؤ المستمر
  • التشنجات العضلية
  • انخفاض في ضغط الدم
  • وسرعة دقات القلب

بل سيتعافون خلال 10 أيام، مع عوارض خفيفة من اسهال وغثيان وتبقى فيها البكتيريا موجودة في فضلاتهم وتنتشر عبر مياه الصرف الصحي.

أما المصابون بالاسهال المائي الشديد، وهو العارض الأكثر خطورة، فسيخسرون ما يقارب ليتراً واحداً من الماء كلّ ساعة، وفي حال عدم المسارعة لأخذ العلاج يصابون بالجفاف والفشل الكلوي الذي يؤدي إلى الموت في وقت يقل عن 8 ساعات.

والفئة الأكثر عرضة للخطر من هذه العوارض الشديدة هم الأطفال كون أجسامهم لا تتحمل خسارة كميات كبيرة من الماء، ومن يعانون من أمراض القلب والضغط.

علاج الكوليرا

يبدأ العلاج بإدخال كميات كبيرة من السوائل إلى جسم المريض سواء عبر الفم أو بواسطة المصل. وتصل كمية الماء المطلوب إعادتها للجسم إلى 6 ليترات يومياً، لتعويض ما يفقده الجسم. بعدها، ينتقل الطبيب إلى إعطاء كميات محدّدة ومدروسة من المضادات الحيوية، مع النصيحة الدائمة بعدم الإفراط في تناولها كي لا تطور بكتيريا الكوليرا مقاومةً لها.

أما دور المضادات الحيوية هنا فيكمن في التخفيف من الاسهال المائي وفترة المرض، وهي لا تعطى إلّا في حالة الإصابة بالعوارض الشديدة.

الوقاية

أوصت وزارة الصحّة اللبنانيين والمقيمين بعدم شرب أو استعمال مياه غير مأمونة، سيّما المأخوذة من مصادر سطحية كجداول الأنهار أو البرك الزراعية التي تحتمل تسرّب المجارير إليها، ونصحت بشرب الماء من قوارير مياه معبأة مقفلة مضمونة المصدر، وعدم الشرب والأكل من الأواني نفسها مع الآخرين، وعدم ترك الطعام في المناطق السّاخنة عرضةً للحشرات، وخاصة الذباب الذي يمكن أن ينقل البكتيريا إليها:

 .وأوصت بغسل اليدين بالماء والصابون على نحو منتظم قبل تحضير الأطعمة أو تناولها، وبعد استعمال المرحاض،

والحفاظ على النظافة الشخصية ونظافة الأغذية،

وطهي الطعام جداً وتناوله مباشرة بعد طهيه ساخناً.

اما الخضار والفواكهة فغسلها بمطهر خاص ضروري

 

 

 

 

Cet article t'a plu? n'hésite pas à le partager

التعليقات (0)