صحة

كيفيّة التّعامل مع مشاعرنا السّلبية

لا تنشأ التّجارب النّفسية من فراغ! فلنفترض أنّكم تعرّضتم لصدمة نفسية لأسباب لها علاقة بوباء، أدّت إلى تغيّر نمط حياتكم. لا شكّ أنكم ستكونون مشتّتين لأنكم لا تعلمون ما الذي يحدث من حولكم، تمامًا كما حصل معنا جميعًا أثناء انتشار وباء كورونا. أو مثلًا إذا تعرّضتم لحادث مأساوي أو لصدمة على خلفية زلزال أو هزة أرضية كالتي شعرنا بها مؤخرًا أو حتى في حال كنتم أمام فاجعة موت شخص قريب…

كلّ حدث من هذه الأحداث يترك أثرًا في نفوسكم، وتتداخل هذه الآثار لتشكل مجتمعة تجربة نفسية، لا يمكن تفسيرها أو فهمها بشكل جيّد. نطلعكم في هذا المقال على أساليب يمكنكم اعتمادها للتأقلم مع مشاعركم أمام أي حدث قد يصيبكم.

 أوّلًا يجب ألّا تتصرّفوا وكأنَّ شيئًا لم يحدث! عليكم أن تعبّروا عن مشاعركم، سواء كنتم أطفالًا أو بالغين. فيما يلي بعض النّصائح لتعلّم كيفيّة التّعايش مع المشاعر:

 التعايش مع الحزن

يتفاعل الجميع كلّ على طريقته مع الحزن على فقدان عزيز مثلًا. فيمكن للبعض أن يبكي بكاءًا مريرًا ويمكن لآخرين أن يشعروا بالإكتئاب الشّديد وحتى نجد بعض الأشخاص وكأنهم غير مكترثين فلا يعبرون عن أية مشاعر أمام أحد. كلّها أمور طبيعيّة، ولكن كيف يمكن التّعايش مع هذه المشاعر المتخبّطة؟

الحزن!

لا تستسلموا للحزن فهو يحولكم الى أشخاص ضعفاء!

التّكريم والتّعزية

يسمح مثلًا تكريم الميت بمشاركة المشاعر مع الآخرين، هكذا يمكن أن نتذكّر الموتى وأن نفكّر في عائلاتهم. كذلك تقديم الزّهور والشّموعِ والكلمات المعبّرة… وتنظيم دقيقة صمت على أرواحهم. كما يمكن أيضًا الرّسم أوالكتابةَ للتّعبير عن المشاعر …ويمكن أن يستغرق الأمر عدّة أيّام أو أسابيع أو شهور، ليصبح الإنسان أقلّ حزنًا بعد وفاة شخص ما. كذلك من المهم المشاركة بقبلة أو عناق أو كلمات رقيقة مع الأحبّاء ممّا يخفف عن الجميع ويجعل الكلّ أقلّ حزنًا.

الضّغط النّفسي

الكوارث مثل الزّلزال الذي ضرب مؤخرًا تركيا وسوريا وكلّ الأخبار السّيئةَ تجعل الإنسان قلقًا. فكيف يمكن تخطي مشاعر القلق والتوتر؟

مراهقة تشعر بالضغط النفسي

قد يسبب الضغط النفسي انخفاضًا في قدرة الجهاز المناعي على محاربة الأمراض

عدم البقاء وحيد(ة) والاسترخاء

 لا تحتفظوا بالقلق لأنفسكم بل أخبروا أحدًا تثقون به عنه. فالتّحدث عن المشاعر في هذه الحالة قد يأتيكم بنتيجة فعّالة لتخطّي هذه المرحلة الصّعبة. كما أن الاسترخاء قد يفيدكم بشكل فظيع، يمكنكم مثلًا الذّهاب إلى مكانٍ تشعرون فيه بالراحة (غرفةَ النّوم، الحديقةَ …)، أو حتى يمكنكم تمضية الوقت مع الأصدقاء أو الأهل. كما ننصحكم بأن تمارسوا النّشاط المفضّل لديكم (القراءة، الرّياضة، الموسيقى، إلخ) فهكذا يمكنكم أن تتخطوا هذه المشكلة.

الخوف من الموت

مراهق حزين لفقدانه شخصًا عزيزًأ

لا تتركوا مجالًا لليأس ليسيطر عليكم!

تذكّرنا بعض المآسي كمأساة مرفأ بيروت مثلًا بأنَّ الموت غير عادل. فلا علاقة له بعمر الأشخاص ولا بصفاتِهم. كذلك يمكن أن يحدث الموت أحيانًا بسبب كارثة طبيعيّة كالكارثة التي تكلّمنا عنها سابقًا (زلزال تركيا وسوريا) أو بسبب مرض أو حرب أو أي عمل من أعمال العنف، أو حتى بسبب حادث طريق… فكيف يمكن فهم هذا الموضوع والتّعايش معه بالرّغم من صعوبته؟

 فهم الخوف والتكيّف معه

يمكنم، الكتابةَ على ورقة ما يخيفكم. متى خفتم؟ ممّا؟ هل أنتم خائفون على أنفسكم؟ على أقرابائكم؟ هل تخافون مغادرةَ المنزل؟ عندما تكتبون، ستفهمون خوفكم بوضوحٍ. تخيّلوا أنَّ الخوف هو كائن ستبعدونه عنكم، حتّى لا يزعجكم. أو مثل المرضِ الذّي تريدون التّخلص منه. وبالتأكيد لا يجب أن يمنعكم الخوف من إكمال حياتكم بشكل طبيعيّ. كيّفوا سلوككم في حال حدوث مخاطر فتكونون جاهزين. على سبيل المثال، خطر التّعرضِ لحادث سيارة موجود! لكن بالطّبعِ إنّنا نواصل التّنقل، مع ارتداء حزام الأمان واحترام قانون السّير.

الغضب

صورة مراهق يشعر بالغضب

يشمل التاثير الجسدي للغضب زيادة في معدل ضربات القلب وضغط الدم، ومستويات الادرينالين

قتل الأبرياء يثير الغضب! قد تشعرون برغبة في الصّراخِ لشدة غضبكم، أو يمكنُ أن تشعروا بالعدوانية أوحتّى قد تشعرون بحاجة إلى الإنتقام. ولكن، كيف يمكن التّعايش مع هذا الوضع؟

التّفهم والمحافظة على الهدوء

لفهم الموضوع بشكل أفضل يمكنكم أن  تطرحوا كلّ أسئلتكم على من حولكم او أقرأوا الجرائد وتابعوا الأخبار ولكن احذروا المواقع غبر الموثوقة.ان المحافظة على الهدوء مفيد جدًا، فالعنف لا يفيد وهو خطير، كما انه عبارة عن دوّامة، غالبًا ما تؤدي إلى مزيد من العنف. يمكنكم أن ترفّهوا عن أنفسكم بمشاهدة فيلمًا مثلًا. أو التمتع ببعض الهواء النّقيّ، وممارسة التّمارين الرّياضية كذلك يمكنكم أن تستفيدوا من أشعة الشّمس التي تساعدكم على التخلص من المشاعر السّلبية.

اتبعوا كلّ هذه النّصائح وتمتّعوا بصحّة نفسيّة أفضل!

تمتعوا بقراءة المقال التالي: 10  أجمل جمل يحبّ المراهق سماعها!

Cet article t'a plu? n'hésite pas à le partager

التعليقات (0)