ثقافات

بمناسبة عيد الاستقلال، نجول معاً على 5 معالم سياحيّة في لبنان

من قلعة راشيا، في 22 تشرين الثاني 1943، أعلن رئيس الجُمهوريّة بشارة الخوري، ورئيس الحُكومة اللّبنانيّة رياض الصلح، ومجموعة من الوزراء٫ الاستقلال! هذا الحدث جعل من قلعة راشيا واحدة من أشهر المعالم السياحية في لبنان التي تستحق الزيارة. انطلاقاً من هنا، قرّرنا أن نقدم لكم معلومات عن قلعة راشيا (ربما لم تسمعوا عنها من قبل إلا بحصص التاريخ قبل شهادة البريفيه)، ليس هذا فحسب، بل سوف نجول على معالم سياحية في لبنان تستحق الزيارة. تابعوا القراءة، تعرّفوا على معلومات جديدة، وتفرّجوا على أجمل صور من لبنان.

قبل أن نبدأ بالجولة… إليكم لمحة سريعة عن قصة استقلال لبنان:

بعدَ انتهاءِ الحربِ العالميّةِ الأولى، وسقوطِ الامبراطوريّةِ العُثمانيّةِ، تمَّ اختيارُ فرنسا لحُكْمِ لبنان بحسبِ اتّفاقيّةِ سايكس بيكو. سُمّيتْ هذه المرحلةُ بالانتدابِ الفرنسيِّ، وقد استمرّتْ من العامِ 1920 إلى عامِ 1943 حين بَدَأَ كُلُّ شيء يتغيَّرُ. ففي هذه السّنةِ، تمَّ انتخابُ بشارة الخوري رئيسًا للجُمهوريّةِ، وأَلَّفَ حُكومَتِهِ مع رياض الصلح، وأعْلَنوا الاستقلالَ التّامَ. اعتَبَرَ الفرنسيّونَ هذا الأمرَ تحدّيًا كبيرًا لهُم، فقاموا باعتقالِهِمْ في قلعةِ راشيا. لم يَدُمْ الاعتقالُ طويلًا، واُفرِجَ عن رجالِ الاستقلالِ في ٢٢ تشرين الثّاني من العامِ نفسِهِ، ليُصبِحَ هذا التّاريخُ تاريخَ الاستقلالِ.

والآن… ستبدأ الجولة بين المعالم السياحية في لبنان من قلعة راشيا

1- قلعة راشيا

تمتد القلعة على مساحة 8 آلاف متر مربع وهي تقع في بلدة راشيّا الوادي، بلدةٌ تراثية قديمة تمتدّ على سفوح سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتطلّ على سهل البقاع، وعلى قمم جبل الشيخ، وعلى قمة حرمون المطلة على الأراضي السورية، والفلسطينية. تشير وثائق وزارة السياحة اللبنانية إلى أن قلعة راشيا شهدت الكثير من التغيّرات على مر التاريخ:

  • بنى الرومان قلعة راشيا لكي تكون حصناً لمراقبة القوافل التجارية.
  • في العام 1099 غزا الصليبيون المنطقة واختاروا القلعة حصناً لهم نظراً إلى موقعها الإستراتيجي. وقد سكنها الصليبيون وأضافوا إليها أبراجاً استعملت كمراكز لمراقبة قوافل التجار الآتين من فلسطين نحو بلاد الشام ونقطة مراقبة وحماية لمواكب الحجاج والمسافرين عبر وادي التيم من دمشق إلى القدس في فلسطين.
  • خلال الفترة العثمانية، وبعد أن تسلّم الشهابيون الحكم، اتّخذوا من قلعة راشيا مقراً للعائلات الحاكمة، فقاموا بتوسيع القلعة، وأضافوا إليها بعض التصميمات الشرقية التي بدت واضحة من خلال القناطر العثمانية التي زُينت بها واجهتُها الجنوبية الغربية.
  • خلال الاحتلال الفرنسي، تمركزت القوات الفرنسية في القلعة. فشُيّد السور الشرقي، وأعيد ترميم بعض أجزائها باستخدام حجارة المنازل المحيطة بها.
  • في 22 تشرين الثاني 1925، شهدت البلدة واحدة من أشرس المعارك. فاقتحم المقاتلون في الثورة السورية الكبرى، بقيادة سلطان باشا الأطرش، أسوار القلعة لتحريرها من الجنود الفرنسيين، فسقط حينها العديد من الشهداء من أبناء راشيا والجوار.
  • في ليل العاشر من تشرين الثاني من العام 1943، عمدت القوات الفرنسية إلى اعتقال رئيس الجمهورية بشارة الخوري، ورئيس الوزراء رياض الصلح، إضافة إلى وزير الخارجية والأشغال العامة سليم تقلا، والنائب عبد الحميد كرامي، وعادل عسيران، ووزير الداخلية كميل شمعون، وسجنتهم في داخل القلعة كردّ على تحرّكاتهم المطالبة بالاستقلال.
  • في 22 تشرين الثاني 1943، أطلق سراح المعتقلين، وذلك بعد أن عمّ العصيان المدني، واندلعت سلسلة من المظاهرات في جميع المناطق اللبنانية. فاعتبر هذا التاريخ، يوم الاستقلال اللبناني.
  • عند جلاء القوات الفرنسية عام 1946 تمركزت في القلعة قوات من الدرك اللبناني وبعض الإدارات الرسمية ثم تسلمها الجيش اللبناني في الأول من آب/أغسطس عام 1964 ولا تزال في عهدته.

أنتم اليوم، يمكنكم زيارة قلعة راشيا والتجول فيها. وبعد ذلك، إكمال النهار في بلدة راشيا حيث يمكنكم زيارة السوق الأثري، وأقدم كنائس راشيا، وتناول الأكلات اللبنانيّة اللذيذة.

قلعة راشيا من الخارج

قلعة راشيا من الخارج

قلعة راشيا من الداخل

قلعة راشيا من الداخل

2- مغارة جعيتا

رشحت مغارة جعيتا أكثر من مرة لتكون ضمن لائحة عجائب الدنيا السبع. تقع هذه المغارة في وادي نهر الكلب على مسافة 20 كلم من شمال بيروت، وهي كناية عن تجاويف و شعاب ضيقة، وردهات وهياكل وقاعات كونتها قرون من التآكلات المائية والصخرية، بفعل المياه الكلسية التي تسربت إليها من مرتفعات لبنان فشكلت مع مرور الزمن عالماً من القباب والمنحوتات والأشكال والتكوينات الفنية العجيبة.

ًيبلغ طول مغارة جعيتا 9040 متراً، موزعة على طبقتين: المغارة العليا الجافة ويبلغ حجمها نحو 2130 مترا من الدهاليز، والمغارة السفلى بحجم 6910 أمتار في المجرى المائي.

يعود اكتشاف المغارة العليا على يد منقبين لبنانيين إلى عام 1980، بينما يعود اكتشاف المغارة السفلى الى ثلاثينات القرن التاسع عشر، وهي مفتوحة بأجزاء كبيرة منها أمام الزوار والسائحين حيث بإمكان الزائر اكتشاف الطبقة العليا من المغارة سيراً على القدمين، أو بواسطة قطار صغير، كما بالإمكان اكتشاف المنطقة من الأعلى على متن التلفريك فوق وادي نهر الكلب في قلب الجبال الخضراء.

مغارة جعيتا العليا

مغارة جعيتا السفلى

في الساحة الخارجية في مغارة جعيتا

3- قلعة صيدا

قد تكون قلعة صيدا البحرية من أشهر القلاع في لبنان وأكثرها تميّزاً، كما وأنها تعدّ من أهم المعالم الأثرية في مدينة صيدا. بنيت هذه القلعة فوق صخرة ناتئة في البحر على مسافة ثمانين متراً من الشاطئ،  فأصبحت وكأنها جزيرة صغيرة عائمة في البحر .كان الهدف من بنائها تأمين الحماية للمدافعين الأوروبيين ضد العمليات العسكرية البحرية، وفي الوقت نفسه جسراً للاتصال بالعالم الغربي الذي كان يمدّهم آنذاك بالدعم والإمدادات. يعود تاريخ بناء هذه القلعة إلى العام 1228، على يد الحملة الصليبية السادسة التي دخلت إلى لبنان. وقد استُخدمت في بناء القلعة الحجارة الضخمة المنحوتة، بالإضافة إلى عدد من الأعمدة الغرانيتية التي أُحضرت من المباني والمعابد الرومانية المجاورة.

قلعة صيدا

محيط قلعة صيدا

المنظر من داخل قلعة صيدا

4- مدينة بعلبك

هي مدينة لبنانية تقع في وسط سهل البقاع المشهور، ويحدّها من الشرق نهر الليطاني، ومن الغرب سلسلتا جبال لبنان الشرقية والغربية، وترتفع عن سطح البحر مسافة 1.163م، وهي مركز المحافظة، وعرفت منذ قديم الزمان بموقعها الاستراتيجي الواقع على الخطوط البرّية، كما أنّها تحتوي على العديد من المباني والمعابد الضخمة التي شيدّها الرومان؛ من اهمهم المعبد الروماني الضخم المخصص للإله باخو، بني المعبد في القرن الثاني الميلادي وكان جزءًا من مدينة هليوبوليس. يُعد المعبد من أهم المعالم الرومانية القائمة في العالم اليوم. مما جعلها مدينة جذب سياحي للعديد من الأجانب.

آثارات مدينة بعلبك

آثارات مدينة بعلبك

آثارات مدينة بعلبك

5- مدينة جبيل

تعتبر مدينتة جبيل من أقدم المدن المأهولة في العالم، ومن المدن القليلة التي بقيت مأهولة منذ إنشائها حتى اليوم، اختيرت عاصمة للسياحة العربية عام 2016. تقع مدينة جبيل على الساحل اللبناني شمالي العاصمة، وتبعد عنها بنحو 37 كيلومتراً، ويستغرق الوصول إليها نحو ثلاثين دقيقة من بيروت في الحالات العادية. وهي مركز قضاء جبيل في محافظة جبل لبنان.

سوق جبيل

محيط قلعة جبيل

محيط قلعة جبيل

 

 

Cet article t'a plu? n'hésite pas à le partager

التعليقات (0)