تربية

قناة السويس وأهم الممرات الملاحية الاخرى في العالم

خريطة أهم الممرات الملاحية في العالم

فوجئ العالم، صباح الثلاثاء 23 آذار 2021 بجنوح السفينة الضخمة “إيفر غيفن” في أقصى جنوب قناة السويس. ما أدّى إلى توقف عشرات السفن، ووفقًا  لتقديرات تتداولها وكالات الأنباء العالمية، فإن هذا العطل يكلف التجارة العالمية حوالي 400 مليون دولار في الساعة، بما يعادل 6.66 ملايين دولار في الدقيقة. ما هي قناة السويس وما هي أهم الممرات الملاحية في العالم؟

منذ افتتاحها سنة 1869، أصبحت قناة السويس شريانًا رئيسيًّا للتجارة العالمية، وفّرت أكثر من 15 يومًا على السفن التي كانت تسلك طريقًا آخر وأطول (رأس الرجاء الصالح) في رحلاتها بين أوروبا وآسيا.

ماذا حدث مع السفينة إيفر غيفن”؟

هي ناقلة حاويات عملاقة دُشِّنَت في العام 2018، ويبلغ طولها 400 متر، وعرضها 59 مترًا، وعمق غاطس السفينة 15.7 مترًا، وتصل سرعتها إلى نحو 181 كم/الساعة، وتتجاوز حمولتها (خلال الحادث) 224 ألف طن. قبل وقوع الحادث في قناة السويس، كانت السفينة قد بدأت رحلتها في 22 شباط 2021، وكان من المقرر أن تصل إلى ميناء روتردام الهولندي في 31 آذار. ولكن بسبب الرياح القوية، علقت السفينة العملاقة في قناة السويس 7 أيّام، وبعد جهودٍ كبيرة، نجحت عملية التعويم في 29 آذار.

بطبيعة الحال، ومنذ حادثة جنوح السفينة، وتعطيلها لحركة التجارة العالمية كَثُرَ الحديث عن ممرات بديلة لقناة السويس.

ما معنى الممرات؟

الممر المائي هو مجرى مائي صالح للملاحة، أي عبور السفن. الممرات المائية هي أرخص وسيلة للنقل حيث أنها اقتصادية في استهلاك الوقود. وتشمل الأنهار والبحيرات والبحار والمحيطات والقنوات، والمضائق. الممرات المائية هي أفضل من النقل البري لأن الشاحنات في البر تتعرض للكثير من المخاطر كالسرقة، الحوادث، المرور عبر مناطق غير آمنة… ولكن، لا يجب أن ننسى أيصّا أنّ السفن قد تتعرض للقرصنة!

ما الفرق بين قناة ومضيق؟

المضيق (مثلاً: مضيق البسفور)، القناة (مثلًا: قناة السويس) هما ممرات مائيّة تسمح للسفن بالعبور بين الدول والقارات، الفرق بين مضيف وقناة سهل جدًّا: المضيق هو ممر مائي طبيعي، يكتشفه الإنسان ويقوم بتنظيم عبور السفن فيه. أمّا القناة، فهي ممر مائي من صنع الإنسان، إذ تقوم الدول ببنائها للربط بين نقاط عدّة وتسهيل حركة السفن.

ما هي أهم الممرات الملاحية في العالم؟

 

1- قناة السويس

أهم قناة مائية في العالم، تمر منها 12% من التجارة العالمية،  تقدر شركة أخبار وبيانات الشحن العالمية “لويدز ليست” حركة المرور المتجهة غربًا لقناة السويس بنحو 5.1 مليار دولار في اليوم، وحركة المرور المتجه شرقًا بـ 4.5 مليار دولار. هي ممر مائي صناعي بين مدينة بورسعيد (مصر) على البحر الأبيض المتوسط، ومدينة السويس (مصر) على البحر الأحمر. تسمح القناة بعبور السفن القادمة من دول المتوسط وأوروبا وأمريكا للوصول إلى آسيا دون سلوك الطريق الطويل، طريق رأس الرجاء الصالح. استغرق بناء قناة السويس 10 سنوات (1859 – 1869). وتعتبر حاليًّا أهم مجرى ملاحي في العالم حيث تتحكم بـ40% من حركة السفن والحاويات في العالم، وكذلك لربطها بين دول جنوب شرق آسيا وأوروبا والامريكتين.

2- مضيق هرمز

يقع في الخليج العربي ، عرضه 50 كم (34 كم عند أضيق نقطة) وعمقه 60 م فقط، ويبلغ عرض ممرّي الدخول والخروج فيه 10,5 كم. وتعبره 20 – 30 ناقلة نفط يوميًّا بمعدّل ناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات الذروة، محمّلة بنحو 40% من النفط المنقول بحراً على مستوى العالم.

3- مضيق جبل طارق

يقع مضيق جبل طارق البحري بين شبه جزيرة إيبيريا شمالًا، وشمال أفريقيا جنوبًا، ويصل بين مياه البحر الأبيض المتوسط ومياه المحيط الأطلسي. تعود التسمية للقائد طارق بن زياد الذي عبره في بداية الفتوحات الإسلامية لإسبانيا عام 711 م. يبلغ عمق المياه فيه حوالي 300 متر، وأقصر مسافة بين ضفتيه هي 14 كيلومتر. ويعتبر من أهم المعابر البحرية في العالم.

4- مضيق باب المندب

مضيق باب المندب ممر مائي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب. المسافة بين ضفتي المضيق هي 30 كم. ظلت أهمية باب المندب محدودة حتى افتتاح قناة السويس 1869 وربط البحر الأحمر ومايليه بالبحر المتوسط وعالمه. فتحول إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر. ومما زاد من أهمية الممر، أن عرض قناة عبور السفن، هو 16كم وعمقها 100-200م. مما يسمح لشتى السفن وناقلات النفط بعبور الممر. ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين، بأكثر من 21000 مليون سفينة سنويًا (57 سفينة يوميًا).

5- مضيق البوسفور والدردنيل

البوسفور أو مضيق إسطنبول، هو مضيق يصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة، ويعتبر مع مضيق الدردنيل الحدود الجنوبية بين قارة آسيا وأوروبا، ويبلغ طوله 30 كم، ويتراوح عرضه بين 550 متر و3000 متر. تعتبر حركة السفن بالمضيق واحدة من أهم نقاط الملاحة البحرية في العالم.

يخترق المضيق تيارات مائية خطيرة، وضيق المضيق في بعض المناطق يجعل من الملاحة صعبة، وقد وقعت العديد من الحوادث الخطيرة، نذكر منها حادث تصادم سفينتين محملتين بالبترول في 13 آذار 1994 أدت إلى وفاة 25 بحار، وفي 15 تموز 2005، غرقت باخرة بنمية في المضيق في ظروف غامضة.

6- قناة بنما

قناة بنما ممر مائي يصل ما بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ. وتُعد هذه القناة من أعظم الإنجازات الهندسية في العالم. ساهمت القناة، بعد الانتهاء من شقها عام 1914، على تقصير مسافة رحلة السفن ما بين مدينتي نيويورك وسان فرانسيسكو إلى أقل من 8,370 كم. يمر في قناة بنما أربعة عشر ألف سفينة سنويًّا.

هل هناك بديل لقناة السويس؟  

ولو أن وقوع مثل هذه الحادثة نادر في قناة السويس، إلا أنها لفتت أنظار العالم، ونبّهت إلى حجم وأهمية قناة السويس، كأهم مجرى ملاحي في العالم. فما هي أهميته:

– أقصر طريق يربط بين الشرق، والغرب

– أسرع طريق للعبور بين المحيط الأطلسيّ، والمحيط الهنديّ

– يقلّل بحوالي 15 يومًا من المدّة الزمنية اللّازمة لنقل البضائع المتّجهة إلى أوروبا

– أما على الصعيد البيئي تشكل القناة ممرًا يسمح بانتقال العديد من الكائينات الحية من مياه البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط، بحثًا عن موطن آمن. كما أن هناك أيضًا أضرار كثيرة! تعرفوا عليها في هذا المقال: في لبنان 4 أسماك تهدد بحارنا وأطباقنا!

– تؤمن قناة السويس طريقًا آمن لمرور السفن لكي تنقل البضائع، وذلك لأن نقل البضاعة عبر البر يكون خطير، بخاصة أثناء المرور عبر بلدان فيها حرب مثل سوريا، أو العراق.

إذًا، نظرًا لكل هذه الأهمية التي تحملها قناة السويس، هل هناك فعلًا بديل لها؟

الجواب… من الاكيد انه لن يكون من السهل ايجاد بديل لها، ولكن لماذا؟

– لأن قناة السويس من الناحية التجارية، هي أسرع طريق يربط تجار الشرق والغرب.

– لأنّ “الحادثة الأخيرة أظهرت للعالم كله مدى أهمية قناة السويس وسط تخوف الاقتصاد العالمي حينها من استمرار الأزمة، ورأينا ما حدث من اضطراب للاقتصاد وارتفع سعر البترول الخام”، حسب ما أشار نائب رئيس هيئة قناة السويس السابق، المهندس وائل قدور.

– لأن ” الآراء التي تخرج بين الحين والآخر لتطرح حلولا بديلة لقناة السويس تحمل طابعا سياسيا أكثر ما يكون تجاريا أو اقتصاديا”. بحسب عميد كلية النقل البحري بالأكاديمية العربية للعلوم، محي السايح.

وللمزح:

 فرقًا كبيرًا في الحجم ما بين السفينة والجرافة التي تحاول إنقاذها

صورة في قناة السويس

في وسط الأزمة ومخاطرها، وجد رواد الإنترنت في جميع أنحاء العالم الوقت ليسخروا من هذه الصورة، التي تظهر فرقًا كبيرًا في الحجم ما بين السفينة والجرافة التي تحاول إنقاذها.

Cet article t'a plu? n'hésite pas à le partager

التعليقات (0)