ثقافات

9 تقاليد لحلويات عيد الميلاد من جميع أنحاء العالم

لعيد الميلاد رمزيّة كبيرة، حيث تجتمع العائلات والأصدقاء للاحتفال بالأغاني والفنّ والإيمان والطّعام. إنه وقت التّقاليد، وبالنّسبة للعديد من الطّهاة المنزليّين، يتضمّن ذلك بعض الحلويات الكلاسيكيّة. تثير هذه الحلويات التّقليديّة ذكريات رائعة يرغب النّاس في إحيائها وإعادة صنعها للجيل القادم ومشاركتها مع الآخرين في جميع أنحاء العالم. ولكن تختلف الأطعمة من بلد إلى آخر حسب المكان الذي نشأتَ فيه أو تعيش فيه الآن. نتيجةً لذلك، يمكن أن تكون هذه الأطباق الموسميّة الشّهية التي تزيّن مائدة عيد الميلاد مالحة أو حلوة أو فيها القليل من كلّ شيء.

هذه الحلويات التي لا يمكن الاستغناءعنها ليست فقط لذيذة، ولكن العديد من هذه الوصفات لها معنى طبّي أو تقليدي، وهي أيضًا مثاليّة لهدايا عيد الميلاد، لذلك دلّل عائلتك بهذه الأطعمة التي لها بعض الأذواق السّحرية.

 فيما يلي بعض الحلويات الشّعبية من حول العالم:

  • المغلي:

يشتهر عشاء عيد الميلاد اللّبناني بقائمة طعام غنيّة، تليها الحلويات الشّهية التي تُقدّم بعد العشاء وخلال موسم الأعياد، ومن بين التّقاليد المحفوظة في القرى،”المغلي”. (صورة المقال) “المغلي” هي حلوى لبنانيّة تقليديّة تُقدّم عند ولادة طفل جديد، مكوّنة من الأرز الحلو اللّذيذ مع التّوابل: يانسون، قرفة، كراوية، مزيّنة بجوز الهند: جوز، لوز، صنوبر وفستق. وهكذا تحافظ بعض العائلات اللّبنانية، وخاصّة في القرى، على هذا التّقليد حتى في عيد الميلاد ، معتبرةً أن الطّفل يسوع المسيح هو مولودها في هذا الوقت. لكن التّفسير الأكثر ترجيحًا لهذه الحلوى لحديثي الولادة يكمن في المكوّنات. المغلي غنيّ بالكمّون واليانسون، والتّي تعتبرعلاجات منزليّة لزيادة إدرار الحليب لدى الأمّهات الجدد. كما أن المكسّرات غنيّة بالبروتين الذي يساعد الأم على استعادة قواها بعد الولادة.

  •   الكوريسوماسو كي – كي:  

Kurisumasu kei-ki

كوريسوماسو كي كي

تختلف تقاليد عيد الميلاد اليابانيّة عن تلك التّي يتمّ الاحتفال بها في أوروبا وأمريكا، ولكن بالنّسبة للجميع، فهذه فترة لنشرالسّعادة. في حين أنّنا عادةً ما نفكّر في الحلويات على أنّها كعكات عيد الميلاد، فإن اليابانيّين لديهم حلوى عيد الميلاد الخاصة بهم: كعكة الفراولة.

كعكة عيد الميلاد اليابانيّة أو Kurisumasu kei-ki هي كعكة إسفنجيّة رطبة مغطّاة بالفراولة الطّازجة والعصير والكريمة المخفوقة اللّذيذة. الحلوى رمزيّة بحيث يمكنكم حتى رؤيتها في الرّسوم التّعبيريّة للكيك على هاتفكم.

   ،Of American Folklore Journal  من جريدة،“David W. Plath” وفقًا لديفيد و. بلاث

 كانت الكعكة طريقة اليابان لمحاكاة الرّخاء الأمريكي في فترة ما بعد الحرب، فهي مغلّفة بصورة أسرة جالسة حول مائدة عشاء عيد الميلاد، لكن عامل الجذب الرّئيسي ليس الدّيك الرّومي، إنّما الكعكة! هذه الكعكة المليئة بالسّكروالقشدة… فاليابان تحاول تحقيق النّقص الكامن في الطّعام، وخاصّة الكماليّات مثل الكعك خلال السّنوات التّي أعقبت الحرب العالميّة الثّانيّة.

  • اللّيبكوتشين:

Le Lebkuchen biscuits de noel

اللّيبكوتشين

 اللّيبكوتشين هي كعكات عيد الميلاد الألمانيّة التّقليديّة ، المزجّجة بالتّوابل الدّافئة، للاستمتاع بالحلوى الاحتفاليّة خلال موسم الأعياد!

يعود تاريخ اللّيبكوتشين إلى القرن الرّابع عشر في ألمانيا حيث تم صنعها من قبل الرّهبان الكاثوليك. لم يكن لهذه المكوّنات أهميّة دينيّة رمزيّة فحسب، بل تمّ تقييمها لخصائصها العلاجيّة. فلم يصنع هؤلاء الرّهبان حلوى لذيذة فقط، بل وجدوا أيضًا استخدامًا إضافيًا لها؛ استخدموها كأساس لعجينة خبز الزّنجبيل اللّزجة.

هناك مجموعة متنوّعة من اللّيبكوتشين الألمانيّة ، كلّ منها يتميّز بتعديلات طفيفة في المكوّنات وبشكل أكثر تحديدًا في كميّة المكسّرات المستخدمة. لكن الأكثر شعبيّة هي “نانبرغر اليزانلوبكوشن” نظرًا لأنها لا تتكوّن من الدّقيق وتحتوي على نسبة عالية جدًا من المكسّرات ، لا سيّما مزيج من اللّوز والبندق.

في حين أنّ خبز الزّنجبيل الألماني طريّ ومضغ ورطب، على عكس خبز الزّنجبيل الصّلب المعروف في أمريكا الشّمالية.

ما هي التّوابل في اللّيبكوتشين الألمانيّة التّقليديّة؟

غالبًا ما يكون طعم اللّيبكوتشين حلوًا مع العسل، ولكن ما يجعله أكثر خصوصيّة هي التّوابل التّي تضفي عليه النّكهة الرّائعة. تشمل هذه التّوابل القرفة والقرنفل واليانسون والهيل والكزبرة والزّنجبيل وجوزة الطّيب وأحيانًا أيضًا البهارات والصولجان.

عادةً يجب أن تبدأ عمليّة طهي اللّيبكوتشين قبل أسبوع على الأقلّ من مشاركتها أو تناولها.

  • كعكة عيد الميلاد:

    Bûche de Noël

    كعكة عيد الميلاد

كعكة عيد الميلاد من المعجّنات الأساسيّة لاحتفالات نهاية العام،ها هي قصّتها؟

يعود أصل كعكة عيد الميلاد إلى الطّقوس الوثنيّة في شمال أوروبا. في البداية ، لم تكن كعكة عيد الميلاد صالحة للأكل: فقد كان جذعًا كبيرًا من الخشب، مزينًا بأوراق الشّجر والشّرائط، يتمّ حرقه لأطول فترة ممكنة، للاحتفال بحلول فصل الشّتاء. علاوةً على ذلك، أثناء احتراقه في مدفأة الموقدة ، يُرشّ بالنّبيذ والملح لدرء سوء الحظّ كقربان للآلهة.

هذه العادة تعود للعصور الوسطى في فرنسا في فترة عيد الميلاد. فمع اختفاء المواقد الكبيرة في القرن التّاسع عشر، قرّر طاهي المعجّنات الفرنسي من منطقة “بواتو شرانت”  استبدال قطع الخشب بالمعجّنات. كانت الكعكة الإسفنجيّة الملفوفة التي نتناولها في الحلوى قد ظهرت في منتصف القرن العشرين تقريبًا (عام 1945) أي بعد الحرب العالميّة الثّانية وانتشرت كعكة العيد في جميع أنحاء فرنسا، ثم إلى البلدان الأخرى النّاطقة بالفرنسيّة.

تقليديًّا، هذه الأطعمة الشّهية مصنوعة من كعكة إسفنجيّة مغطّاة بكريمة الزّبدة ومزيّنة بأوراق الأشجار. لكن اليوم، هذه الكعكة متوفّرة في موس الفاكهة أو كعكة الإسفنج بالشّوكولاتة أو النّوجا المجمّدة أو التّيراميسو.

  • الملوماكارونا:

Melomakarona, gateaux

الملوماكارونا

كما في معظم أيّام الأعياد في اليونان، يتمحورعيد الميلاد اليوناني أيضًا حول الطّعام!

كلمة “مالوماكارونا” هي مزيج من الكلمتين  “مالي”، وتعني العسل و “ماكارونا”،  وتعني المباركة. في بعض المناطق، تسمّى “الميلوماكارونا” أيضًا “فينيكا”. الوصفة التّقليديّة للميلوماكارونا والفينيكا هي نفسها إلى حدٍّ كبير، ولكن في بعض الأحيان يتمّ قلي الفينيكا بدلاً من خبزها.

الميلوماكارونا هي أشهر حلوى في عيد الميلاد ورأس السّنة الجديدة خلال موسم العطلات في اليونان. ولا تزال عدّة عائلات يونانيّة تتّبع تقليد صنع الميلوماكارونا الخاصّة بها في المنزل. فهي سهلة التّحضير، و يمكنكم تحضيرها كما يحلو لكم، مع تعديل بعض المكوّنات فقط.

هذه البسكويت هشّة بشكل لا يصدّق، لذيذة ومغمورة بشراب العسل اللّذيذ. لإضفاء لمسة تقليديّة أكثر، زيّنوا كعكات الميلوماكارونا بالجوز المفروم الخشن ورشّوا القرفة والقرنفل.

الميلوماكارونا ممكن أن تكون حلوى مناسبة للّذين يتّبعون صيام المسيحيّين الأرثوذكسي، والذّي لا يسمح بأكل منتجات الألبان. كما أنّها وصفة مثاليّة للنّباتيّين أيضًا!

  • البينوتون:

gateau Panettone

البينوتون

  • كعكة العجين المخمّر المشهورة عالميًّا بانيتون، هي أفضل حلوى إيطاليّة تقليديّة في عيد الميلاد، حيث يبلغ إنتاجها السّنوي أكثر من 7100 طن تقريبًا، ويتمّ بيع حوالي عشرة بالمئة منها حول العالم.

تطوّرت البانيتون التّي نعرفها ونحبّها اليوم خلال عصر النّهضة في أوائل القرن العشرين. تقول الأسطورة أنه بسبب حلوى رديئة في مأدبة عيد الميلاد الفاخرة، بضيافة الدّوق ميلانو، قام طبّاخ شاب اسمه طوني بتقديم طبق بريوش مليء ببقايا المكوّنات في المطبخ مثل الزّبيب والفواكه المسكرة والعجين المخمّر والدّقيق والزّبدة والبيض والسّكر، في محاولة لإنقاذ الطّاهي الذي كان مسؤولاً عن تحضير مأكولات العيد. كان الجميع فرحًا بعد تذوّق قطعة الكعكة! وعندما سأل الدّوق عن اسم هذه الحلوى الجديدة، قال الطّباخ، الذي لم يكن مستعدًّا لهذا السّؤال، ببساطة “باني دي توني” (خبز توني). وبهذه الطّريقة اشتُق اسم بانيتون!

إن سرّ البانيتون ليس بالضّرورة ما هو عليه ، ولكن بالأحرى كيف يتمّ تحضيره، لدرجة أنه قد يستغرق يومين للتّحضير.

نحضّر العجينة الأولى باستخدام دقيق قوي، صفار البيض، سكّر، خميرة طبيعيّة وماء. بمجرّد أن تصبح العجينة الأولى جاهزة ، يجب أن ترتاح وترتفع لمدة 12 ساعة على الأقلّ، حتّى تصل إلى ضعف الحجم الأوّلي. ثم يتمّ تحضير العجينة الثّانية بإضافة المزيد من الدّقيق والصّفار والزّبدة والسّكر ونكهة البانيتون محليّة الصّنع (العسل والفانيليا والبرتقال وبرش اللّيمون) والشّعير والحمضيات المسكرة والزّبيب. عند اخراج البانيتون من الفرن، يجب أن يبرد لمدة 7 ساعات بالمقلوب للحفاظ على شكل قبّة نموذجي وضمان نعومة مثاليّة. أخيرًا، في هذه المرحلة فقط يكون جاهزًا للتّغليف في عبوات أنيقة واحتفاليّة قبل تسليمه أو تذوّقه!

  • خليط حلوى التين:

Le Pudding aux figues

خليط حلوى التين

بالنّسبة للعديد من الأسر البريطانيّة، لن يكتمل عشاء الميلاد بدون خليط حلوى الكريسماس ، الذي يتمّ تقديمه تقليديًّا مع صلصة الكونياك أو زبدة الكونياك أو الكاسترد.

على الرّغم من اسمها، فهي ليست حلوى في الواقع، ولكنّها خبز. خليط التّين هو في الأساس كعكة بهارات رطبة ولذيذة تحتوي على التّين والمكسّرات. يتمّ تحضيرها تقليديًّا قبل أربعة أو خمسة أسابيع من عيد الميلاد، أو يوم الأحد الأخير قبل زمن المجيء.

تعود أصول خليط التّين إلى إنجلترا في العصور الوسطى. في ذلك الوقت، لم تكن حلوى، لكنّها طريقة لحفظ اللّحوم لفصل الشّتاء. كانت تسمّى في الأصل “فرومنتي” ، وتتكوّن من لحم البقر والضّأن والزّبيب والكشمش والخوخ والنّبيذ والعديد من التّوابل.

تعود حلوى خليط الخوخ إلى أوائل القرن الخامس عشر. كان “الخوخ” في هذا الخليط يرمز الى أيّ نوع من أنوع الفواكه مجفّفة. في القرن السّابع عشر، تمّ إجراء تغييرات على الوصفة. فتمّ اضافة البيض، وفتات الخبز، والفواكه المجفّفة، وأضيفت البيرة أو المشروبات الرّوحية، وبدت أشبه بالخليط الحلو. فأدى تطويرهذا الخليط إلى تحريره من المنتجات الحيوانيّة.

يستغرق صنع خليط التّين التّقليدي يومين. عندما يكون المزيج باردًا ، يتمّ لفّه بورق شمعي، ووضعه في كيس وتخزينه حتى يوم عيد الميلاد. قبل التّقديم، يُعاد تسخين المزيج بطريقة التّبخير لمدة ساعتين، كما يمكن أيضًا خبزه.

كذلك، يجب أن تحتوي حلوى عيد الميلاد على 13 مكوّنًا، تمثّل يسوع والتّلاميذ الاثني عشر. تقليديًّا، تشمل هذه المكوّنات: الزّبيب، الكشمش، الشّحم، السّكر البني، فتات الخبز، الكباد، قشر اللّيمون، قشر البرتقال، الدّقيق، البهارات المختلطة، البيض، الحليب والبراندي. يُسكب البراندي أيضًا بشكل تقليدي فوق المزيج ويضاء عند تقديمه على الطاولة.

 بسكويت بالسّكرأو كوكيز:

Les Biscuits au sucre

بسكويت بالسّكر

نحن نعيش في عالم لا يمكننا تخيل عيد الميلاد بدون كعك. في الواقع، ربما أصبحت الكوكيز شائعة في هذا الوقت من العام لأنّها، على عكس الفطائر والكعك، يمكن تخزينها لفترة أطول. ففي نهاية الكساد الكبير في الثّلاثينيات من القرن الماضي، عصفت بسكويت الزّبدة والسّكر بأمريكا.

يُعدّ بسكويت السّكر طبقًا تقليديًا للعائلات الأمريكيّة، خاصّة في فترة عيد الميلاد عندما يقوم النّاس بصنعه بشكل رقاقات الثّلج، ورجال الثّلج، وأشجارعيد الميلاد … ولكلّ ولاية تقاليدها الفريدة في العطلات، بما في ذلك البسكويت الذي يفضلونه. في الواقع، يعتبر البسكويت بسيط بسبب المكوّنات الأساسيّة التي يحتاجها لإعداده: البيض، الدّقيق، الزّبدة، خلاصة الفانيليا، السّكر، مسحوق الخبز والملح …

غالبًا ما يتمّ تزيين البسكويت بالسّكر اللّذيذة والمضغوطة بالثّلج والرّشاشات لجعلها أكثر جاذبيّة. لكن هذا لا يعني أنها ليست رائعة بمفردها، بدون الزّخارف، لأن البسكويت نفسه له قاعدة صلبة ولذيذة.

  • مارانيتوس:

Les biscuits Marranitos

مارانيتوس:

مارانيتوس (خنازير خبز الزّنجبيل المكسيكيّة) عبارة عن خبز مقلي، أو خبز حلو، بنكهة دبس السّكر. يعتبر “الـبان دولس” مطبخًا مكسيكيًّا على الرّغم من أن أصوله أوروبيّة.

صُنع الخبز للمرّة الاولى عندما انتقل التّأثير الفرنسي إلى المكسيك في القرن التّاسع عشر. فقد ترك الفرنسيّون خلفهم طعمًا وتقديرًا للمعجّنات الغنيّة، فضلاً عن فنّ صُنع الخبز. نتيجةٍ لذلك، ظهرت العديد من هذه المخابز في جميع أنحاء المكسيك. سيطر الخبّازون المكسيكيّون على تلك التّقنيّات والأذواق الفرنسيّة القديمة التي أحبوها، لكنّهم بدأوا في إنشاء نماذج خبز جديدة بأشكال مرحة وبأسماء مرتبطة بمظهرها.

أضافوا المكوّنات المكسيكيّة مثل دقيق الذّرة والبيلونسيلو (سكّر القصب الخام) والشوكولاتة والفانيليا وكذلك الفواكه الأصليّة (الأناناس والجوافة) والخضروات الأصليّة (البطاطا الحلوة واليقطين).

يمكن صنع بسكويت الخنازير في المنزل باستخدام قاطع للخنازير. غالبًا ما يُطلق على المارانيتوس أو الكوتشينوس أو البوركيتوس “خنازير الزّنجبيل”، على الرّغم من أنّها لا تحتوي في الواقع على الزّنجبيل ولا تحتوي على القرفة أيضًا. تتمتّع المارانيتوس التقليديّة بالنّكهة اللّذيذة من دبس السّكر (دبسنا الوطني). هي غنيّة جدًّا، تشبه الكيك في قوامها قليلة التّوابل وتحتوي على نكهة عميقة من السّكر الأسود التّقليدي غير المكرّر المعروف باسم بيلونسيلو.

Cet article t'a plu? n'hésite pas à le partager

التعليقات (0)